+A
A-

دفعة 2018 في الجامعات: نتخذ قراراتنا بعيدًا عن سلطة الأهل

“عندما يتعلق الأمر بمستقبلنا الدراسي ومصيرنا الوظيفي، فنحن أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة، ذوونا وأهلنا مجرد مستشارين، ولا ضغوط اجتماعية تحدد أيا من مساراتنا الحيوية”، هذا هو ملخص الحديث الذي أدلى به مجموعة من الشباب الذين تخرجوا حديثا من المرحلة الثانوية، ويستعدون لخوض غمار الجامعة “دفعة 2018”.

“البلاد” سألت هؤلاء عن آلية اختيارهم التخصص الأكاديمي الذي سيؤطر حياتهم لسنوات طويلة، وحاورتهم بشأن الدور الذي لعبه محيطهم الاجتماعي في هذا القرار الحاسم، وسألتهم عن استعدادهم للسفر خارج المملكة بغرض الدراسة.

وأبدى الشباب تبايناً عالياً مع فكرة “الغربة” كما وصفها بعضهم، فيما أظهر جزء آخر حماسة كبيرة لخوض التجربة.

لا وقت للطبخ

من جهتها، تتحدث الشابة ريم الخنيزي التي تخرجت مؤخراً من الثانوية العامة في مدرسة خولة الثانوية “مسار العلمي” عن خطة لدارسة الطب البشري بالجامعة الأيرلندية في مملكة البحرين.

وبشأن أسباب تفضيلها الدراسة في البحرين، تشير الخنيزي إلى مدى صعوبة تخصص الطب البشري، قائلة إنه “دسم ويحتاج الكثير من المذاكرة، ولن يتسع الوقت لأن أطبخ وأجهز حاجاتي بنفسي”، على حد تعبيرها.

وتؤكد ريم أن اختيارها دراسة “الطب البشري” كتخصص في الـ 7 سنوات المقبلة لم يجر تحت أي ضغط أو توجيه، فقد كانت تحلم بـ “الطب” منذ أن كانت صغيرة، ولقي هذا الطموح دعماً وتشجيعاً من أهلها وأصدقائها.

مباشرة إلى العمل

وأما الشاب علي حسن الذي تخرج مؤخراً من مدرسة عبدالرحمن كانو الدولية، فيبدو عملياً إلى حدٍ كبير، إذ سارع بالدخول في أجواء العمل هذا الصيف مباشرة بعد أن أنهى الثانوية العامة.

يقول علي “بعد التخرج، قررتُ أن أعمل في الصيف لكي أتواءم سريعاً مع أجواء سوق العمل، وسأتخصص بـ “إدارة أعمال” في جامعة البحرين”.

وبشأن تفضيله الدراسة في هذه الجامعة الوطنية دون غيرها، أجاب: اخترت الدراسة في جامعة البحرين لقوة شهادتها على مستوى الخليج العربي.

البعثة المؤثرة

ويضيف “لن أغفل الإشارة إلى جزئية حصولي على بعثة من وزارة التربية والتعليم، وهي كفيلة بتغطية تكاليف الدراسة، وهذا يحول الدراسة في جامعة البحرين لعملية مريح جداً بالنسبة لي”.

وأما عن مسألة اختيار تخصص “إدارة الأعمال”، فقد تحدث علي عن رغبة قوية لهذا المسار متأثراً بوالده منذ أن كان صغيراً، وهو يراقبه أثناء عمله في هذا المجال.

وتستطرد: أتمنى أن أعمل يوماً ما رئيساً تنفيذياً CEO، بل إن أصل لمرحلة أملك فيها شركتي الخاصة، وأصنع لها اسماً على المستوى العالم.

صعوبات الانتقال

الشاب محمد جعفر يتشارك مع زميله علي حسن في جزئية تخرجهما معاً من مدرسة عبدالرحمن كانو الدولية في الآونة الأخيرة، غير أن محمد تحدث عن صعوبات واجهته في مرحلة الثانوية نتيجة انتقاله من تخصص إلى آخر، ولكن هذه المشكلة لن تتكرر في المرحلة الجامعية، ولديَّ خطة واضحة لاستكمال دراستي الأكاديمية حتى الوصول إلى درجة الدكتوراه.     

وبحسب الشاب محمد جعفر، فإن فكرة الدراسة في خارج البحرين تعد خياراً ممتازاً، فهي فرصة لخوض غمار حياه مستقلة، مبنية على الاعتماد على النفس، ولا تقتصر التجربة على جزئية اكتساب الشهادة فقط.

تشجيع الوالد

ويتابع: إن الدراسة خارج المملكة بمثابة فرصة للتعرف على عادات وتقاليد جديدة وأيضاً ثقافات ولغات المختلفة. وبالنسبة لخياره الشخصي، فأوضح محمد أن رغبته توجهه نحو تخصص “هندسة برامج الكمبيوتر” الذي حصل على بعثة لدراسته، وحظي بتشجيع من والده.

وأما الشابة زينب عبدالحكيم، والتي تخرجت للتو من مدرسة شروق الثانوية “المسار التجاري”، فتلفت إلى أن مشاركتها في مدينة الشباب هذا الصيف كانت السبب والدافع لتتبع حلمها بدراسة تخصص الإعلام.

تجربة الغربة

وتتساءل عبدالحكيم إن الدراسة في الخارج ليست خياراً سيئاً، ولكن إذا ما  توفر التخصص في البحرين، فلماذا أسافر وواجه تجربة الغربة؟

وتشير زينب إلى أن جامعة البحرين تطرح تخصص الإعلام على نحوٍ يتيح للطلبة الاختيار بين تخصصات فرعية عدة.

وبشأن الدوافع وراء اختيارها لدراسة الإعلام، تتحدث الشابة حديثة التخرج عن ميول ورغبة شخصية، وكذلك تشجيع وتحفيز جاء من إعلاميين وطلبة تخرجواً من هذا المجال أيضاً، وأتمنى أن أكون إعلامية ناجحة على مستوى البحرين.

العمل والدراسة معاً

أما عَينُ الشاب علي حسين مدن على دراسة تخصص “الهندسة الميكانيكية” بعد أن تخرج مؤخراً من مركز ناصر للتهيئة والتدريب المهني “مسار الصناعي”.

يتحدث علي عن قراره الالتحاق بجامعة البحرين والبحث عن فرصة للعمل والدراسة معاً.

ويستطرد: أُفضلُ الدراسة في الخارج، ولكن لم تتح لي الفرصة لأسباب مادية، وأتمنى أن أكون مهندساً ميكانيكياً محترفاً.

خير سند

“مشروع بسيط” هو بداية الحياة المهنية التي يريدها الشاب محمد عبدالله خليفة، والذي تخرج من المرحلة الثانوية قبل شهرين.

يقول محمد إن فكرة الدراسة خارج البحرين جيدة، ولكن لم أحصل هذه الفرصة، ولذا سأدرس تخصص “إدارة الأعمال” بجامعة العربية المفتوحة عوضاً.

ويردف: خيار الدخول إلى عالم “البزنز” جاء برغبتي، بينما أهلي شجعوني وكانوا لي خير سند، وأتمنى أن أصبح مديراً لبنك أو رجل أعمال.

مترددة

 

بدورها، تعبر الشابة زينب عبدالحسين لـ “البلاد” عن رغبتها في دراسة تخصص الحقوق بعد أن تخرجت مؤخراًً من مدرسة خولة الثانوية “مسار الأدبي”.

وتردف “سألتحق بجامعة البحرين دون شك، فلا أستطيع الدراسة خارج المملكة خوفاً من الغربة، وتفضيلاً للدراسة بين أهلي وأصدقائي”.

وتضيف: بصراحة، كنت مترددة في اختيار التخصص، ولكن صديقاتي شجعنني لأخذ هذه الخطوة، وأتمنى أن أصبح محامية رغبة في الدفاع عن حقوق الآخرين.

قرار طويل

تتشارك الشابة نوراء السيد حمزة الموسوي مع زينب عبدالحسين بإنهاء المرحلة الثانوية من ذات المدرسة “خولة الثانوية بمسار العلمي”.

ولا تخفي الموسوي ما واجهته من صعوبات في تحديد التخصص المناسب تمهيداً للتسجيل في الجامعة، فميلها لأكثر من نشاط ومجال جعل من حسم القرار عملية طويلة نسبياً.

وتضيف: في نهاية المطاف، جرى اختيار المجال المرغوب والأكثر مواءمة.

وبالنسبة لجزئية اختيار جامعة البحرين، تشير إلى أنها الجامعة الأفضل في المملكة – بحسب تعبيرها – وتتضمن تخصصات عديدة، وعبرها يستغني الطالب عن أي نية للسفر والغربة بما فيهما من بعدٍ عن الأهل والأصدقاء.

محاضرات استرشاد

وعن المسار الجامعي المختار، تقول نوراء: وسأتخصص اللغة العربية؛ لأنني أجد نفسي مميزة من كل نواحيها .. اخترت هذا المجال بكل قناعاتي، واستشرت أمي أيضاً واستمعت لنصائحها.

وتستطرد: حضرت محاضرات توجيهية وإرشادية عدة شجعتني على اختيار “اللغة العربية” تخصصاً. وعن طموحاتها المستقبلية، تقول: أحلم أن أصبح معلمة في إحدى المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم.

تظهر الشابة إيمان أحمد علي تفضيلاً للدراسة خارج البحرين، فهي بحسبها تمكن الفرد من الاعتماد على نفسه وتُكيفه للتعايش مع  ثقافات مختلفة. وتضيف “إن الدراسة خارج المملكة تشكل أيضا فرصة لتعلم لغات جديدة وفرصة لدراسة تخصصٍ غير متوفر، غير أنها مكلفة جداً في بعض الأحيان”.

تشير إيمان التي تخرجت مؤخراً من مدرسة خولة الثانوية “المسار العلمي - كيمياء وأحياء”، إلا أن محاولة اكتشاف ميولها جاءت كمرحلة مبكرة قبل التسجيل، وبعدها شرعت في البحث والسؤال عن الجامعات والتخصصات المطابقة لميولي الشخصية.

الكلمة الحسم

ميل إيمان للدارسة خارج المملكة لم يُكلل بالنجاح، فالظروف تدفعها لدراسة تخصص “تقنية الأشعة” بكلية العلوم الصحية في جامعة البحرين، مشيرة إلى أن أهلها هم من رشحوا لها التخصص في البداية، ومن ثم شرعت في مرحلة البحث والقراءة عنه.  وتضيف “طبعا لجأت إلى طلبة اختصاصيين في مجال الأشعة وأخذت آراء ووجهات نظر بعض من حولي، وكلمتي كانت الأخيرة والفاصلة في هذه المسألة، أتمنى أن أصبح يوماً ما رئيسا لأقسام تقنيات الأشعة”.

وأما سارة جابر ميرزا، فتؤكد أن التخرج من المدرسة والانتقال للجامعة يعد انتقالاً كبيراً في الحياة، وهنا شعرت بضرورة رسم خطة لجميع المحطات المتوقعة المقبلة، بدءًا من اختيار التخصص والجامعة وانتهاءً بالانضمام للعمل.

سارة التي تعد إحدى خريجات مدرسة خولة الثانوي “مسار التجاري” تبدي تفضيلاً كبيراً للدراسة على أرض الوطن، فالتسهيلات والفرص موجودة، ولا حاجة للتغرب.

وبشأن آلية حسم رغبتها في دراسة المحاسبة، تقول سارة: تحتاج الحياة المشورة؛ لذا طلبت المساعدة من بعض المقربين، لكن الاختيار كان أولا وأخيرا قراري.

طب الأورام

تبدي الشابة زينب علي حسين حماسة كبيرة لفكرة الدراسة خارج المملكة، فهي فرصة للاعتماد على النفس والنضج. ودائما ما أشجع للطلبة المقبلين على الجامعة بالدراسة خارج الدولة.

زينب التي تخرجت في مدرسة خولة الثانوية “المسار العلمي - كيمياء وأحياء”، تستعد لدراسة الطب العام. وتبدو رؤية زينب واضحة نحو ما تريد بلوغه، فتقول: دراستي ستكون لمدة 6 سنوات، سأتخصص في الطب الأورام في جامعة العلوم والتنوكلوجيا في منطقة أربد بالأردن، وأتمنى أن أكون متخصصة ممتازة في طب الأورام؛ لأنه  حلمي منذ الصغر.