في تحول خطير للأحداث في الشرق الأوسط، شاهد العالم بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث تم اغتيال أكثر من 20 قياديًّا عسكريًّا رفيع المستوى و9 علماء نوويين. أيضًا، تم قصف العديد من المواقع العسكرية والمطارات وبعض المفاعلات النووية، وشوهدت المقاتلات الإسرائيلية وهي تحلق بكل أريحية في الأجواء الإيرانية في علامة استفهام: هل تكرر إسرائيل أحداث لبنان (عملية البيجر) من حيث الاختراق؟
نجد أن المشهد يتكرّر، حيث قامت إسرائيل بنشر صور القادة الذين تم اغتيالهم بنفس طريقة قيادات حزب الله الذين تم اغتيالهم. سقوط حزب الله أتى بعد تصفية قادته، حيث إن الحزب كان يعتمد على مركزية القرارات، وهي نفس الطريقة المتبعة في إيران. إسرائيل قامت بضرب إيران من الداخل، حيث أعلن الموساد أنه نجح بضرب مضادات الطائرات الإيرانية من داخل الأراضي الإيرانية عن طريق العملاء الموجودين على الأراضي الإيرانية. حيث تم نشر فيديوهات تبين قيام عناصر من الموساد بتركيب منصات إطلاق مسيرات شديدة الدقة من على الأراضي الإيرانية. أيضًا، أكثر من 200 طائرة أقلعت من إسرائيل وعبرت أجواء سوريا والعراق للوصول إلى إيران، حيث إنها قامت بقطع مسافة طويلة جدًّا. إسرائيل بطبيعتها تريد فرض الأمر الواقع على الدول المحيطة بها. نجد أن انتهاكها لأجواء الدول المجاورة وإشعال المنطقة دون الاكتراث بالعواقب أصبح لا يهم إسرائيل. خطورة العملية العسكرية على إيران أن إسرائيل تريد لعب دور الضحية، حيث إنها صرحت أن العملية استباقية وليست حربًا مفتوحة. إسرائيل صرحت مرارًا وتكرارًا بأن هذه الهجمات لهدف حماية الدولة الإسرائيلية، فقامت بضرب إيران قبل أن تضربها طهران.
فهذا العمل هو ما قامت به إسرائيل سنة 1967 عندما اجتاحت الأراضي العربية، حيث إن إسرائيل صرحت بأنها تريد حماية نفسها من الدول المجاورة فقاموا بعملية استباقية.
هذه الحرب ستستمر، وسينتج عنها دمار كبير في المنطقة اقتصاديًّا وعسكريًّا، حيث أعلنت إسرائيل أن عملياتها العسكرية ستستمر مدة أسبوعين. أيضًا، من المتوقع أن تتدخل الولايات المتحدة الأميركية في الحرب الحالية لتصبح الحرب حربًا إقليمية، فلن تسمح الولايات المتحدة بأن تستبيح إيران الأراضي الإسرائيلية. حيث إن التصريح الصادر من إيران بأنها لن تقبل بتدخل أية دولة في الصراع الحالي، وأنها ستتعامل مع أية دولة ستساعد إسرائيل حيث سيتم استهداف قواعدها في الشرق الأوسط، ما هو إلا رسالة واضحة للولايات المتحدة والدول الأوروبية.
إن استسلام النظام الإيراني أمر مستبعد، ففي حال سقط النظام الإيراني لن تقوم له قائمة، بل ستسمح للإيرانيين بالانقلاب عليه. نحن في مشهد متوقع وخطير للغاية، حيث إن إغلاق مضيق هرمز أمر مرجح في الأيام القادمة، حيث ستنجم عنه أزمة لدول الخليج وارتفاع في أسعار النفط العالمية.
كاتب بحريني