في حين أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث أصبحت منصات مثل الإنستغرام، والسناب شات، والتك توك، والفيس بوك، ومنصة إكس، أماكن رئيسة لتبادل الأحاديث والأخبار والتواصل بين الناس.. في نفس الوقت ظهر المحتوى الهابط بشكل واضح وعلى مستوى العالم، فهو بمثابة العفن الذي أصاب قطعة خبز وبدأ الانتشار ليقضي على العادات الإسلامية الحميدة وقيم المجتمع المسلم المحافظ، فالمحتوى الهابط لا هدف منه، وهو يفتقر إلى القيمة المعرفية والثقافية، حيث يعتمد على إثارة الجدل في المجتمع والخروج عن النص للظهور بصورة تتسم في العادة بالعنف والفضائح والإثارة الجنسية.
هؤلاء الأشخاص دائمًا يركزون على الأمور السطحية ولا يستطيعون التعمق في الأمور بشكل علمي بحيث يقدمون الأفكار المفيدة، فهم يعتمدون على إثارة المشاعر السلبية والغريزية لجذب الانتباه، فنجد الرجال يتكلمون بأسلوب النساء والنساء يتكلمون بأسلوب الرجال ويتعمدون نشر ثقافة الحرية المطلقة التي تتعارض مع الدين الإسلامي، فبعضهم يتكلمون عن الدين ونجد أفعالهم عكس ما يأمر به الدين الإسلامي الحنيف، ويتفاخرون بالوشم والشذوذ في انحطاط أخلاقي لا يليق بأي مجتمع، هذا الانحراف يجذب غالبًا المتابعين ويجعل انتشار محتواهم الهابط سريعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن الممكن أن تتسبب متابعة المستوى الهابط بشكل مستمر في التعود عليه وتقبله، وهذا الأمر يسهم في تدهور القيم الأخلاقية من خلال الترويج لأمور غير لائقة.
يؤثر المحتوى الهابط على الشباب بشكل مباشر، فهم مستقبل الدول وهم من يجب عليه الإبداع في مجالات مثل الفن والصحافة وغيرها، أما الواقع فهو عكس المفروض، فميول المستخدم للمحتوى السريع والمثير تكون أكبر من المحتوى الجاد.
أصحاب المحتوى الهابط يضعون نصب أعينهم الحصول على الشهرة وزيادة عدد المتابعين لهم، والدراسات تقول إن معظم المتابعين لأصحاب المحتوى الهابط هم ممن لم يبلغ السن القانوني، أي صغار السن، فمن الطبيعي أن يتأثر الأولاد بالمشاهير الذين هم في مثل سنهم والفتيات كذلك.
ترويج أصحاب المحتوى الهابط الانحطاط الأخلاقي وأنهم حصلوا على الشهرة والمال من خلاله أمر خطير جدًّا، وهذه الأمور تؤثر على صغار السن وتشجعهم على الانسياق وتقليد ما يقوم به هؤلاء بشكل أعمى لهدف الحصول على المزايا التي يروج لها أصحاب المحتوى الهابط.
خاتمة
يجب على أصحاب القرار تشديد القوانين وتجريم نشر المحتوى الهابط وفرض عقوبات على المخالفين وتنظيم منصات التواصل الاجتماعي بشكل يتناسب مع الدين الإسلامي الحنيف والعادات والتقاليد الخاصة بالمجتمعات الخليجية والعربية.
كاتب بحريني