العدد 6029
الخميس 17 أبريل 2025
عقوبات مدرسية بديلة
الخميس 17 أبريل 2025

أجمل مكافأة يمكن أن تقدمها للطالب المخالف لأنظمة المدرسة الفصل عن الدراسة، وكلما كانت مدة الفصل أطول، كانت المكافأة بمثابة جائزة وهدية لمثل هؤلاء الطلبة. أن تفصله عن الدراسة يعني إجازة رسمية وغيابا لن يُسأل عنه! أن يبقى في المنزل، يعني أنه سيجد الفرصة السانحة للسهر ولعب “البليستيشن”، والتنقل من برنامج لآخر في “السوشال ميديا”، والتسكع في الشوارع والطرقات والمجمعات التجارية، وفرصة للنوم في أحسن الحالات!
ماذا يعني أن تفصل طالبا لتسعة أيام مثلا؟ هؤلاء المفصولون عن الدراسة يبقون في المنزل طوال الساعات الصباحية - وربما لساعات المغرب - لوحدهم، خصوصا إن كان آباؤهم مشغولين في دواماتهم ووظائفهم، فيحلو لهم حينها فعل ما يشاؤون دون حسيب أو رقيب. إن كان الهدف من الفصل عن المدرسة معاقبة الطالب؛ ليأخذ درسا، ولا يكرر الفعل الشنيع الذي استحق عليه هذا الفصل، فأبشركم، أغلب المفصولين لا يرتدعون عن أفعالهم، بل يكررون مخالفاتهم، ويتباهى بعضهم أمام زملائهم بهذا الفصل، وربما يتراهنون عليه أيضا! فالفصل قد يكون أكثر إيلاما لوالدي الطالب من الطالب نفسه، فبعض الآباء فقدوا للأسف الحيلة في تقويم سلوك أبنائهم، ويؤلمهم أن يبقى أبناؤهم في المنزل وأقرانهم على مقاعدهم الدراسية.
لابد من إيجاد حلقة وصل بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية، بحيث يتم التعاون مع إدارة الإصلاح والتأهيل وقسم الأحداث؛ لتحويل الحالات المفصولة إليهم، كعقوبة بديلة عن الفصل المدرسي. وبدلا من أن يبقى الطالب في المنزل “بلا شغلة ولا مشغلة” يحول على إدارة الإصلاح، ليتم من خلالها تقويم سلوكهم، ورعايتهم اجتماعيا وفق معايير أكثر صرامة وحزما، تتلاءم مع طبيعة هؤلاء الطلبة المشاغبين والمخالفين للأنظمة، فبعضهم عنيفون ويعتدون بالضرب على زملائهم بل وعلى مدرسيهم!
في إدارة الإصلاح، يمكن إخراطهم في برامج تأهيل سلوكي، وعلاج نفسي، وإشغالهم بأعمال بدنية ويدوية، تفرغ الطاقة الزائدة التي يتميز بها أغلب هؤلاء الطلبة، لكي لا يكون الفصل من المدرسة إجازة تأتي على طبق من ذهب لهؤلاء الطلبة.


ياسمينة: الفصل عن الدراسة لم يعد حلا.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .