ها نحن دخلنا النصف الثاني من شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الذي فضله الله تعالى على سائر أشهر السنة، ففيه تفتح أبواب الرحمة والبركة والخير وتتألف القلوب وتتنزل السكينة على نفوس الصائمين، ونستشعر فيه تلك الصلة العظيمة برحمة الله وكرمه الذي يفيض على عباده خلال هذا الشهر الفضيل. إنها فرصة عظيمة بأن يقتنص المسلم فيها التزود بالإيمان ومضاعفة الحسنات وتطهير القلوب من الذنوب وزيادة أعمال الخير، وكثرة الدعاء والتقرب إلى الله أكثر وأكثر من أجل الوصول إلى أعلى مستويات الإيمان، فكل هذه القيم الرفيعة كفيلة بإعادة تهيئة النفس ومراجعة ترتيب أوضاعنا بكل صدق وإخلاص.
ولا ننسى بأننا في هذه الأيام المباركة وتحديدًا في العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل، ننتظر وبفارغ الصبر ليلة القدر، وهي الليلة التي تتضاعف فيها الحسنات والمغفرة والرحمة والبركة، فهي ليلة تستحق منا الجهود في العبادة والطاعة حتى نستطيع كسب الثواب والمغفرة والسعي للتقرب من الله أكثر.
وأدعو الجميع بأن لا يفوتوا هذه الفرصة العظيمة خلال العشر الأواخر من رمضان، فإنها فرصة عظيمة لمضاعفة الأجر والتقرب إلى الله ومناجاة خالق الكون بالدعاء، فهي لحظات ندعو فيها الله ونرجوه أن يرزقنا الخير والبركة والإحسان لنا وللمؤمنين، وأن يكرمنا الله من كرمه وواسع عطائه وفضله. نسأل الله أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا، وأن يتقبل دعاءنا، وأن يرزقنا الخير والبركة، وأن يديم على بلدنا الأمن والأمان.