مثلما علمونا في الصغر أن “التعليم في الصغر كالنقش على الحجر”، علمونا منذ المهد “إن لبدنك عليك حقا”، أو “العقل السليم في الجسم السليم”، لذا فإن المبادرة السنوية لولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله، بأن يكون الـ 20 من فبراير في كل عام هو يوم “الرياضة للجميع”، إنما يرمز لذلك التوجه المحمود الذي يذكرنا بضرورة أن تنعم أجسادنا بالصحة والعافية، تمامًا مثلما يحفزنا إلى ضرورة أن تكون الرياضة جزءا من برنامج حياتنا اليومي، كل على قدر طاقته، وكل بما يناسب حاجته، وكل بما ينعكس إيجابا على عافيته وصحته. الخميس الماضي كان يومًا رياضيًا لكل أهل البحرين، بعد الثانية عشرة ظهرًا الكل في عطلة رياضية، الكل يترك مشقة العمل ومسؤوليات المهن الصعبة، ويمنح جسده فرصة عمر لكي يكون أنموذجًا يحتذى به، فالأمم الصحيحة هي التي يتمتع مواطنوها بصحة جيدة، ولا صحة جيدة من دون ممارسة الرياضة بالبروتوكول المطلوب، وبالنظام المناسب لكل فرد في بلادنا.
يوم رياضي للجميع.. هذا هو شعار فريق البحرين بقيادة سمو ولي العهد، وهو يوم تستعد له المؤسسات والهيئات والوزارات ومختلف مواقع العمل؛ لكي يعبر فيه كل مواطن وكل مقيم عن قدرته الجسدية، عن إمكاناته الصحية، وعن مهاراته الرياضية.
الأمم المتقدمة نجدها متقدمة في المنافسات الرياضية، كرة القدم مثلاً، وأغلى اللاعبين في المعمورة هم الذين يمارسونها باحتراف وجمال وعبقرية، وإن لم تكن خلف هذه العبقرية وتلك الأساطير الرياضية أجسام رياضية صحية صحيحة، ما كان لنا ولسوانا من الرياضيين أن يعودوا إلينا بالبطولات والأوسمة والميداليات الأولمبية، ولو لم تكن أجسام أبطال العالم في جميع أنواع الرياضات سليمة وعفية، فإن رايات الأمم لن نجدها مرفوعة فوق صواري الأولمبياد وبطولات العالم المختلفة. ومما لا شك فيه أن جميع هذه الرياضات، فردية أو جماعية، ما كان لها أن تحقق هذا الزخم إلا إذا كان المردود منها على المجتمع والناس وأصحابها عظيمًا، وإلا لماذا تنفق الدول الغالي والنفيس في سبيل أن تحرز فرقها المشاركة في البطولات كافة أرقامًا عالمية جديدة، وتحقق بطولات أولمبية تفوق الخيال؟
يوم رياضي للبحرين، يوم لبدنك، لنفسك، لحياتك، ثم لوطنك. ولعل ما يشعر به الممارس للرياضة من تهذيب للنفس، وإرضاء للجسد والروح، والاستمتاع برياضة المشي تحديدًا، ما يؤهله لاتخاذ قراراته الحياتية والإدارية بشكل أكثر نضجًا وتوفيقًا من الذي يغلب عليه الكسل ورفض الحركة، والاستكانة لمرض والخمول والتعاسة بكل معانيها.
يوم رياضي للبحرين، هو يوم للسعادة، للمرح، للفرح، للصحة التي هي ثروة لا تُقدر بثمن، وللطاقة المتجددة التي هي ثروة لا تنضب، وللروح العامرة بالحب والإيمان التي ستظل فضفاضة إلى الأبد، وكل عام ويومنا الرياضي بألف خير.