العدد 5972
الأربعاء 19 فبراير 2025
banner
رؤية في الأفق
الأربعاء 19 فبراير 2025

ما يحدث في الآونة الأخيرة من تطورات سريعة في الأحداث العالمية يجعل قراءة المشهد السياسي العالمي صعبة جدا، لكن المكر السياسي تصدر المشهد، حيث إن الحرب الروسية الأوكرانية أصبحت في أيامها الأخيرة بعد تدخل واضح من الرئيس الأميركي ترامب، حيث أوعز للرئيس الأوكراني بضرورة قبول الشروط الروسية وإنهاء القتال في كل الجبهات.
ما يقوم به الرئيس الأميركي من تصريحات مستفزة بشكل هستيري لا تصدق لأنها تمس الأمن العالمي، فهو من جهة يريد ضم كندا وغرينلاند الدنماركية لتدرج ضمن الولايات الأميركية، أيضاً هو يريد الاستحواذ على قناة بنما المكسيكية في تطور خطير يهدد الأمن العالمي، فترامب يريد إعادة تشكيل العالم الحديث، لكن أعتقد أن النتيجة لن تعجبه في النهاية.
هذه التصريحات أدت لارتباك لدى الغرب، حيث إنهم حلفاء الولايات المتحدة، فالرئيس الأميركي لم يفرق بين حليف وعدو، فالمشهد والتصريحات لم تبعث الطمأنينة في قلوب الحلفاء، فاستنكر الغرب هذه التصريحات، وبعضهم اعتبرها عدائية وغير مسؤولة.
أما في الشرق الأوسط فنجد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يتصدر المشهد، حيث إنه أول رئيس يواجه ترامب في ولايته الجديدة بشكل علني، فإلغاء الزيارة المدرجة للرئيس المصري للولايات المتحدة والمناورات الأخيرة للشرطة المصرية في سيناء والاستعداد العسكري والحشد المهيب للجيش المصري في سيناء المصرية، لها دلالات على أن مصر قادرة على الردع والمواجهة، أيضاً رفض مصر الواضح والصريح لخطة التهجير، كل هذه الأمور تدل على أن القيادة المصرية تتعامل مع الموقف بدبلوماسية عالية وحكمة.
بالأمس طرحت مصر حلا لإعادة إعمار غزة بدعم عربي لكن المفاجئ أن الولايات المتحدة الأميركية تريد أن تشارك في إعادة الإعمار، فمن ناحية اقتصادية إعادة الإعمار ستكلف تريليونات الدولارات وترامب يريد أن تكون له حصة، أما من الناحية السياسية فمشاركة الولايات المتحدة في إعادة الإعمار ستتيح لها معرفة التخطيط العمراني الجديد لقطاع غزة، وكشف الأنفاق هناك وكشف القطاع بشكل كامل بعد إزالة الأنقاض.
ما تقوم به الولايات المتحدة هو إعادة رسم العالم وإثبات أنها هي من يتزعم العالم، وأنها من يقرر ويمتلك مصير العالم.

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .