ما صرح به الرئيس الأميركي دونالد ترامب من ضرورة تهجير كل من سكان قطع غزة إلى سيناء وسكان الضفة الغربية إلى الأردن لتحقيق السلام في الشرق الأوسط هو الهدف الأهم في السياسات الأميركية الخارجية، أيضاً في تصريح مفاجئ قال الرئيس الأميركي إن القوات الأميركية هي التي ستحتل وتدير قطاع غزة، وهو أمر يعتبر في غاية الخطورة، حيث إن تهجير الفلسطينيين أمر مرفوض من الجميع، وهم أصحاب الحق والأرض.
وقد بادرت الدول العربية بإصدار البيانات التي تؤكد أحقية الشعب الفلسطيني بأرضه، وأن التهجير القسري مرفوض في رسالة موجهة للرئيس الأميركي، خصوصا من المملكة العربية السعودية التي يسعى ترامب لإبرام صفقة التطبيع بينها وبين إسرائيل، فترامب صرح مراراً بأنه يريد (أن يحصل على جائزة نوبل للسلام)، حين يقوم بإحلال سلام في الشرق الأوسط.
إن استنفار الجيش المصري وطلب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من عشائر سيناء دعم الجيش المصري لمواجهة أية تحديات قادمة أمر يحسب للرئيس المصري، فالأمور باتت واضحة، وفرض الأمر الواقع على دولة بحجم جمهورية مصر العربية التي تمتلك أقوى جيش في الشرق الأوسط أمر فيه من الرعونة، فالتعامل مع الكبار لا يكون بهذا الشكل، حيث إن استقطاع جزء من الدولة المصرية أمر مرفوض، والقنوات الرسمية المصرية صرحت مراراً بأن التهجير مرفوض.
خطورة تنفيذ ما صرح به ترامب من إرسال قوات أميركية إلى غزة لاحتلالها في أن الحرب ستأخذ منحى آخر، حيث إن الاشتباكات في غزة ستكون بين الفلسطينيين والقوات الأميركية التي سيكون هدفها طرد سكان قطاع غزة إلى سيناء ومواجهة أية قوات تعرقل التهجير.
في سناريو آخر قد يفرض الرئيس الأميركي عقوبات على مصر في حال رفضت إدخال الفلسطينيين، وهذا الأمر غير جيد للاقتصاد المصري، هذا وإن تواجد القوات الأميركية في غزة بمثابة سهم قاتل في خاصرة مصر، وللتوضيح المعونة الأميركية في الأساس مساعدات عسكرية تقدم للجيش المصري، وعند تواجد القوات الأميركية لن يكون هناك أي داع لإرسال المعونات في ظل الاقتصاد الصعب، والحوثيون لهم تأثير على شح السفن في البحر الأحمر، وحرب غزة لها دور في استنفار الجيش المصري.
الخاتمة
حان الوقت لوقفة واضحة وصادقة من جميع الدول العربية لدعم المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية ضد المخطط الذي يسعى لتغيير خارطة الشرق الأوسط على حساب الدول العربية، ففي الاتحاد قوة والمعسكر الروسي الصيني موجود في حال تمادى ترامب في كبريائه، وسنة 2025 مختلفة عن سنة 1967، والجيش المصري والدول العربية اليوم مختلفة عن السابق، وتبين للعالم أن الإجرام الصهيوني بالدعم الأميركي تخطى كل الحدود.
*كاتب بحريني