ولد في مدينة المنامة في العام 1912م، وأرسله والده مع أخيه إلى الأحساء بالمملكة العربية السعودية لتعلم أصول الدين والكتابة والقراءة. وسافر بعد ذلك إلى الهند طلبا للعلم والدراسة بمدرسة الفلاح العربية في بومبي (مومبي حاليا)، حيث تعلم اللغة العربية واللغة الإنجليزية في تلك المدرسة.
عاد إلى البلاد بعد أن اكتسب مهارات لغوية وأخذ يعمل مع والده في التجارة. وقد تأثر بالتوجهات الوطنية والقومية فكتب مقالاته التي تحارب الاستعمار وتدعو إلى الإصلاح وذلك في جريدة “القافلة”. وأجرى مقابلة مع المستر سميث الذي قدم من العراق إلى البحرين لتولي وظيفة مدير الجمارك والتموين، ونشرها بجريدة “القافلة” في عددها 11، الصادر في 15 مايو 1953م، وتضمنت أسئلة وأجوبة في غاية الأهمية تتعلق ببعض موارد البحرين المالية وبصورة خاصة دخل البحرين من الجمارك، ونالت تلك المقابلة الاهتمام الكبير من المهتمين والمثقفين والقراء. وكان لها صداها الواسع لدرجة أنها كانت محور تداول أبناء الشعب بمختلف طبقاته.
تحدث السيد سميث بلغة الأرقام مبينا أنه عندما تولى منصب مدير الجمارك في العام 1942م كان الدخل لا يتجاوز ستمائة ألف روبية سنويًا. وذكر أنه حاول دائمًا أن يقفز بهذا الرقم عن طريق إدخال التعديلات على الأنظمة الجمركية، وكان من ضمن تلك التحسينات تطبيق نظام “الترنسيت” على نطاق واسع، وكانت النتيجة أن أصبح الدخل بالعام 1371هـ (1953م) تسعة ملايين وسبعمائة ألف روبية، وعد ذلك قفزة في تطور الاقتصاد البحريني آنذاك.
لم يرض طموحه كتابة مقالات في بعض الصحف المحلية وهو الشاب المتحمس للعمل الوطني، فعمل على الحصول على ترخيص إصدار صحيفة، فكان له ما أراد بإصداره جريدة “الميزان”. وقد صدر عددها الأول في سبتمبر من العام 1955م، وهي جريدة أسبوعية جامعة وهو صاحبها ورئيس تحريرها. وكانت تصدر في القطاع العادي للصحف الكبيرة، وعدد صفحاتها عشر من الحجم الكبير، ويستخدم فيها الحرف اليدوي في كتابة العناوين لتكون أكثر جاذبية.
عالجت الجريدة في مقالاتها التوجهات القومية والوطنية كما كانت تفعل جريدة “القافلة” ومن بعدها جريدة “الوطن”، غير أنها تميزت في عرضها للقضايا الاجتماعية بصراحة، ما لا تجده في بقية صحف خمسينيات القرن العشرين، وقد جسد باب “مناظر مؤلمة” بعض تلك الانتقادات. وكان لها اهتمامها الخاص بإبراز الاتحاد بين الإمارات الخليجية باعتباره أهم القضايا القومية في المنطقة.
وعملت الجريدة على استقطاب أقلام الطلبة البحرينيين الذين يدرسون في الخارج أثناء عطلة الصيف. كما ساهم بعض الكتاب بأقلامهم تحت أسماء مستعارة وهي عادة ملحوظة في صحافة الخمسينيات. وتمثلت المشكلة الرئيسية التي عانت منها الجريدة في عدم وجود كادر صحافي قادر على تحرير الجريدة بصورة مستمرة ومتواصلة، فقد اعتمدت في تحرير مادتها على بعض طلاب الجامعات الذين يدرسون في الخارج أثناء عطلتهم الصيفية. وقد توقفت الجريدة من تلقاء نفسها ثم عادت من جديد في الصدور، وكان سبب توقفها المؤقت مشكلة التحرير.
احتجبت الجريدة عن الصدور في أكتوبر من العام 1956م، وبلغ عدد ما صدر منها خمسين عددا. وقد اعتمدت الجريدة في تمويلها على بعض الإعلانات التجارية. وكانت تطبع في مطبعة المؤيد بالمنامة وتقوم مكتبة الهلال بتوزيعها صباح كل جمعة.
وبعد أن توقفت الجريدة عن الصدور كباقي الصحف المحلية الأخرى في أكتوبر من العام 1956م، عاد صاحبها عبدالله الوزان من جديد لممارسة التجارة التي هي مهنة والده حيث مارسها حتى وفاته في العام 1972م.