العدد 5948
الأحد 26 يناير 2025
الراحلون من رواد الصحافة البحرينية في ذاكرة الوطن (1)
الأحد 26 يناير 2025

كان لرواد الصحافة في مملكة البحرين دورهم الفاعل وجهدهم المميز الذي بذلوه من أجل تأسيس وإصدار الصحف المحلية في مملكة البحرين، على الرغم من الصعوبات التي اعترضت طريقهم من قبل سلطة الحماية البريطانية حينذاك. وبفضل عزيمتهم وجهدهم بل وصبرهم تمكنوا من المساهمة في تأسيس صحافة محلية تضرب بجذورها إلى العقد الثالث من القرن العشرين، وازدهرت في العقد الخامس منه. ونظرًا للتركيز على كوكبة من كبار رواد الصحافة المشهورين من أمثال عبدالله الزايد، ومحمود المردي، وعلي سيار، وحسن الجشي، وأحمد سلمان كمال، فقد ارتأيت التركيز في هذه السلسلة من المقالات على مجموعة من رواد الصحافة في وطننا العزيز من المؤسسين الراحلين الذين لم يوف حقهم ولم تصدر بهم كتب توثق جهودهم، ومن بين أولئك أحمد يتيم أحد رواد الصحافة البحرينية في خمسينيات القرن العشرين.
ولد أحمد يتيم في العام 1921م وحصل بعد دراسته المرحلة الابتدائية على فرصة لاستكمال دراسته في بيروت، وذلك في أوائل أربعينيات القرن المنصرم. وتأثر أثناء وجوده في بيروت بالصحافة، وكان ذلك سببًا في تبنيه المطالبة على حصول امتياز إصدار جريدة أسبوعية مع رفاقه.
بدأ حياته العملية في نهاية أربعينيات القرن العشرين مدرسًا، وتنقل من مدرسة إلى أخرى ليستقر مديرًا لمدرسة الرفاع الابتدائية في خمسينيات القرن الماضي. وكان عقد الخمسينيات مهما في مجرى حياته الإعلامية والصحفية. فقد ساهم بقلمه في الكتابة في مجلة “صوت البحرين”، متخذًا المجال الاجتماعي هدفًا له من خلال محاربة العادات السيئة التي أخذت تنتشر حينذاك بين شباب أفراد المجتمع. فقد تم نشر مقالاته في أعداد مجلة “صوت البحرين” في العامين 1950م و1951م.
وساهم مع مجموعة من رفاقه بإصدار “جريدة القافلة”، حيث صدر عددها الأول في 7 نوفمبر 1952م. فقد صدرت الجريدة على شكل شركة مساهمة مكونة من: أحمد يتيم، وعلي سيار، ومحمود المردي، ويوسف الشيراوي، وناصر بوحميد. وأشارت ترويسة الجريدة إلى أن أحمد يتيم المدير المسؤول، وعلي سيار سكرتير التحرير، وكانت تطبع في مطابع دار المؤيد.
وأخذت ملامح التطوير ترتسم على صفحات الجريدة بدءًا من العدد التاسع الصادر في 17 أبريل 1953م. فقد تم استخدام الصور لأول مرة في عددها التاسع، ثم توالى استخدامها للصور بكثرة حتى أنها أصدرت في العدد 15 عددًا خاصًا مصورًا بمناسبة عودة صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين آنذاك من لندن، حيث شارك عظمته في حضور احتفال تتويج الملكة إليزابيث. وتوقفت “جريدة القافلة” في نوفمبر سنة 1954م أي بعد سنتين من صدورها. وعندما تأسست إذاعة البحرين في العام 1955م تتطلع للعمل بالإذاعة باعتبارها إحدى وسائل الإعلام، وانتقل إليها وكان له دوره الفاعل في تطوير برامجها الثقافية. كما كان له دور كبير في التمثيل، ومن أهم أعماله برنامج “تمثيلية الأسبوع” التي كان يعدها باللغة العربية الفصحى، ويتابعها العديد من المستمعين. وكتبت عنه مجلة “هنا البحرين” حين كانت تصدر على شكل نشرة من 6 صفحات في عددها الصادر في مايو 1957م، تشيد بدوره في البرامج التمثيلية التي يعدها ويقدمها في إذاعة البحرين.
وبقي يعمل في إذاعة البحرين حتى وفاته في فبراير من العام 1976م، تاركًا بصمات لا تنسى في تاريخ البحرين الثقافي والإعلامي.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية