راحلون وبصماتهم باقية.. عبدالرحمن الوزان .. عملاق تجارة اللؤلؤ والعقارات والأملاك
تستحضر الذاكرة البحرينية حكاية تاجر اللؤلؤ الراحل عبدالرحمن بن أحمد الوزان، والتي تجسد مسيرته المضيئة حكاية الإنسان العصامي الذي بدأ من نقطة الصفر، وكيف استطاع أن يكون ركنًا ورمزًا في هذه التجارة، بين أطواد عظيمة اسسوا تجاراتهم الضخمة لعقود طويلة من الزمن في هذا المضمار.
ولد الوزان في العام 1870 ونشأ في حي كانو، والمسمى أيضًا بفريج "الفاضل" في المنامة، وبها نشأ نشأة حسنة في أسرة محافظة، وتعلم القرآن الكريم ومباديء القراءة والكتاب في الكتاب (المطوع) كما هي عادة الأوائل، ورعاه عمه المرحوم إبراهيم بن عبدالعزيز الوزان بعد وفاة والده حيث كان وصياً عليه، فأعتنى بتربيته وتأديبه وتعليمه، حتى صار شابًا يافعًا، يعتمد على نفسه في أموره كلها.
كانت بداياته في التجارة بتحميل البضائع والحمولات ما بين البحرين وقطر، حيث ظل على هذا الحال لسنوات، ثم دخل في تجارة اللؤلؤ، تطور عمله فأشترى عدد من السفن الشراعية (الخشب) للإبحار بحثًا عن اللؤلؤ، ليتوسع في بيعها فيما بعد بالهند لجني أرباح أكثر، وأثناء عودته من هنالك يجلب معه بعض البضائع، وبذلك أصبح من كبار تجار اللؤلؤ في البحرين، وممن يشار اليهم البنان في هذه الصناعة، لتبقى سيرته الطيبة تخلد ذكراه بعد وفاته في العام 1950.