شهدت المرحلة الثانية التي بدأت في خمسينات القرن العشرين، تطور القصة وفق شروطها الفنية، وساهم أحمد سلمان كمال الصحافي المعروف، بكتابة مجموعة من القصص القصيرة المعبرة عن مشكلات المجتمع آنذاك. ومن بين قصصه القصيرة التي ألفها “المجنونة”، و “جناية أب”، و “الكأس الأخيرة”. وكانت جميعها تميل إلى الأدوار المأساوية الحزينة، حيث تتخلل قصصه شعور بالاضطهاد، والتشريد، والموت، وإن كان يهدف من وراء ذلك لحل مشكلة اجتماعية. فقد نشر بعض قصصه في مجلة “صوت البحرين”، والبعض الآخر تم إذاعته عبر إذاعة البحرين بصوته. وكان يتابع الاستماع إلى قراءته القصص التي كتبها، جمهور كبير حينذاك.
وكتب الأستاذ علي سيار، الصحافي البارز، مجموعة من القصص القصيرة في خمسينات القرن الماضي. واستمر في نشر قصصه القصيرة حتى السنوات الأولى من سبعينات القرن الماضي. وغطت قصصه القصيرة موضوعات اجتماعية وسياسية هادفة، تدعو إلى الإصلاح. وأصدرت “دار الغد” لصاحبها الأديب الشاعر علي عبدالله خليفة، مجموعة القصص التي كتبها الأستاذ علي سيار في كتاب عنوانه “السيد”، وطبع في 1976م.
واستمر يكتب بين الحين والآخر قصصًا قصيرة بمجلته “صدى الأسبوع”، مستخدمًا أسلوبًا ساخرًا؛ من أجل إصلاح مسارات خاطئة، وكان لها جمهور كبير من القراء والمتابعين، وأثار بعضها جدلًا واسعًا. وتميزت فترة الخمسينات من القرن العشرين بانطلاق المرأة البحرينية في كتابة قصص قصيرة عبر الصحافة المحلية. ومن بين المساهمات الأوائل في كتابة القصة القصيرة موزة عبدالله الزايد، التي كتبت قصة تعالج عبر أسطرها بعض الأمور الاجتماعية التي تدور حول علاقة المرأة بالرجل.
ونشرت قصتها وعنونها “طواها النسيان” في “جريدة الوطن”، بعددها الصادر في 7 أكتوبر 1955م. ومن الجدير ذكره أن مجلة “صوت البحرين” نشرت في عددها الأول الصادر في العام 1950م قصة عنوانها “الدرس الأخير”، قامت بترجمتها من اللغة الفرنسية إلى العربية الآنسة فاطمة م. وتعد هذه القصة أول محاولة لترجمة القصص الأجنبية إلى العربية في تاريخ الأدب بمملكة البحرين.
وتعالج القصة الكثير من الأمور التربوية والاجتماعية، وكان بطلها أحد التلاميذ، حينما علم بأن المدرس سيمتحن الطلبة في باب الفاعل والمفعول، وما كان الطالب يعرف من ذلك حرفًا واحدًا. وهنا حدث اضطراب نفسي للطالب، فكان بين أن يتخذ قرارا بالتغيب عن المدرسة ليتجنب لسعات عصا المدرس، إلا أنه في نهاية المطاف قرر أن يدخل الصف وأن يتغلب على مخاوفه ومشاعره، فحدثت المفاجآت.