العدد 5853
الأربعاء 23 أكتوبر 2024
“البحرينيين غير”
الأربعاء 23 أكتوبر 2024

 كتبت مقالًا في شهر مايو المنصرم بعنوان “روسيا.. ما أروعك”، وفيه كتبت الكثير عن هذه الدولة الجميلة، كما نوّهت بنخوة وأصالة وطيبة وخلق البحرينيين، وعدد من الأخوات من الشقيقة السعودية. وشاءت الصدف أن ألتحق مع الأهل حديثًا في رحلة سياحية أخرى مع إحدى الشركات السياحية البحرينية إلى جمهورية بولندا، وما أدراك ما بولندا، فهي الأخرى كانت من روائع تجاربي في الأسفار، ومن الوجهات السياحية التي أعتبرها “جنة على الأرض”، ولم تحصل على حقها إعلاميًّا. طبيعتها الخلابة، وطقسها الجميل، وشعبها الودود، والأمن والأمان، وأسعارها المعقولة، وأسواقها ومطاعمها وغيرها! هي بحق من الوجهات السياحية الرائعة، ولأكون منصفًا بحق البحرينيين بجميع أطيافهم، وكذلك الإخوة من الشقيقة السعودية، حيث فاقت التوقعات! لا أدري بماذا أصف المجموعة، من ذوق وكرم وأخلاق وطيبة وروح جميلة وخفة دم والقائمة تطول، فالمجموعة تأقلمت بشكل غير طبيعي، وهذا ليس غريبًا على البحرينيين، فقد كانوا متعاونين جدا، بل قاموا بدعم ومساعدة المرشد السياحي، لا الاتكال عليه، وضربوا أروع الأمثلة في روح العمل بالفريق الواحد. ناهيك عن خلق أجواء احتفالية وفكاهية وطرب ومرح مع الجميع أثناء توجهنا إلى المدن والرحلات السياحية، فكما ذكرت سابقا وأكرر بأن البحريني يبقى خير سفير لبلده أينما حل، فالسفر مع مجموعات سياحية بحرينية يعتبر تجربة ممتعة ومليئة بالمزايا، إذ يفضل العديد من الأشخاص الانضمام إلى هذه الرحلات الجماعية لأسباب متعددة. 

فمن أبرز مزايا السفر مع المجموعات السياحية وجود برنامج سياحي منظّم مسبقًا يشمل أهم المعالم والأنشطة، وهذا يساعد بالطبع على الاستفادة القصوى من الوقت دون الحاجة إلى القلق بشأن تفاصيل التخطيط والتنظيم، كما أن السفر مع مجموعات من البحرينيين يوفر فرصة للتعرف على أشخاص جدد من نفس البيئة الثقافية والاجتماعية. إذ يمكن أن تتشكل صداقات جديدة وتُبنى علاقات اجتماعية قوية خلال الرحلة وبعدها. كنت في السابق أتردد في السفر مع مجموعات لا أعرفها، لكنني اليوم وبعد تجربتين فريدتين اكتشفت عكس ذلك تماما، فالبحرينيون بجميع أطيافهم لطفاء وكرماء وأوفياء.
واكتشفت أيضًا أنه عند السفر مع بحرينيين آخرين يكون هناك دعم لغوي وثقافي مشترك، ومن السهل التواصل مع المرشدين السياحيين، والتعامل مع الأمور اللوجستية في الرحلة، ما يعد من الأمور المهمة جدًّا.
وغالبًا ما يكون مع المجموعة مرشد سياحي يعرف الوجهات بشكل جيد، ما يضمن الحصول على معلومات مفيدة حول الأماكن التي تتم زيارتها. كما أن الانضمام لمجموعة يعني أنك لست بحاجة إلى القلق بشأن التنقل أو العثور على وسائل المواصلات، حيث يتم ترتيب كل شيء مسبقًا. ناهيك عن أن وجودك مع مجموعات أخرى يجعل الشعور بالأمان أقوى.
 ومن إيجابيات السفر الجماعي أنه يمكن أن يكون أقل تكلفة مقارنة بالسفر الفردي، حيث تتم مشاركة تكاليف النقل والإقامة، ويمكن الحصول على خصومات عند الحجز الجماعي.
كما أن هذه الرحلات غالبًا ما تكون متنوعة وتشمل أنشطة مختلفة مثل الزيارات للأماكن الثقافية، والمغامرات، أو الاسترخاء على الشواطئ، والتسوق، والتعرف على ثقافة الشعوب، ما يمنح المسافرين الفرصة لاختيار الأنشطة التي تناسبهم.

باختصار، السفر مع مجموعات سياحية بحرينية يمنحك الراحة والتنوع، ويوفر لك فرصة لتكوين صداقات جديدة والتمتع بتجربة منظمة تغطي معظم جوانب الرحلة بشكل يسير.
عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه “لن تعرف الشخص إلا إذا سافرت معه أو تاجرت معه أو أقرضته أو اقترضت منه، لا تغرنك دندنته بالقرآن أو إطالته السجود”.

كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .