العدد 5846
الأربعاء 16 أكتوبر 2024
خبر غير صالح للنشر!
الأربعاء 16 أكتوبر 2024

تعد الأخبار الصحافية أو التقارير التي “لا تغني ولا تسمن من جوع” تعبيرا عن المحتوى الإعلامي الذي يفتقر إلى القيمة الفعلية والفائدة للقارئ أو المتلقي، هذه التقارير غالبا ما تركز على موضوعات هامشية أو مكررة، تفتقر إلى العمق أو التحليل الجاد، وتهدف في كثير من الأحيان إلى جذب الانتباه دون تقديم معلومات جديدة أو مفيدة. هناك أسباب عدة تؤدي إلى إنتاج مثل هذه الأخبار، منها السرعة على حساب الجودة، فمع التطور التكنولوجي وانتشار وسائل الإعلام الرقمية، أصبح السباق على نشر الأخبار بأسرع وقت ممكن أولوية للعديد من المؤسسات الإعلامية، وهذا يجعل بعض الأخبار تُنشر قبل التأكد من دقتها أو قيمتها الفعلية.
كما أن الكثير من الوسائل الإعلامية تعتمد على الأخبار المثيرة والفضائح لتحقيق نسب مشاهدة أو قراءات أعلى، لكن هذه الأخبار غالبا ما تكون سطحية وتركز على جذب الانتباه بدلا من تقديم محتوى ذي قيمة، ناهيك عن أن بعض التقارير تعتمد على مصادر غير موثوقة أو غير موثقة، ما يؤدي إلى انتشار معلومات غير دقيقة أو مضللة، بالإضافة إلى أن بعض الوسائل الإعلامية تميل إلى تقديم موضوعات خفيفة أو ترفيهية على حساب القضايا الجادة والمهمة التي تتطلب بحثا وتحليلا أعمق. هذه النوعية من التقارير لا تقدم قيمة فعلية للجمهور ولا تسهم في زيادة الوعي أو الفهم للقضايا المهمة، فعلى المؤسسات الإعلامية تقديم محتوى هادف ومدروس.
يعتمد على الحقائق والتحليل العميق بدلا من الانجرار وراء الإثارة السطحية والسبق الصحافي على حساب المضمون. شخصيا، وغيري من القراء يلاحظون ذلك بشكل مستمر، عندما يتم نشر أخبار لا تفيد القارئ بشيء، بل تجعله ينفر من متابعة الوسائل الإعلامية! فالإعلام كما ذكرنا مرارا وتكرارا “سلاح ذو حدين”، فإذا كانت أية مؤسسة تريد أن تبرز إنجازاتها، عليها اختيار المواضيع التي تستحق، وأن تحسب على أداء عملها واستراتيجيتها، وتواكب الرؤية الاقتصادية للمملكة 2030! وبلا شك هناك الكثير من الجوانب الإيجابية لكل مؤسسة، ولا ضير من إبرازها شريطة عدم المبالغة والالتزام بالشفافية والمصداقية. أنا على يقين بأن هناك قصص نجاح كثيرة داخل مؤسساتنا الحكومية، لكنها تحتاج تسليط الضوء عليها.
في المقابل، أتمنى من وسائل الإعلام المختلفة والصحف تقييم ومراجعة الأخبار الصحافية؛ بهدف تحقيق الجودة العالية والاحترافية والارتقاء بالمحتوى الإعلامي للسلطة الرابعة، فمن وجهة نظري الشخصية ليس كل خبر صحافي يستحق النشر. والله من وراء القصد.

كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .