الصراع بين الأقطاب الكبرى، الولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو، ومن ناحية أخرى روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، يعني أن القطبان اتفقا على بداية الحرب الإقليمية بالوكالة في لبنان، والتي ستمتد لحرب عالمية ثالثة حسب وصف المحللين. فبخطاب نتنياهو في الكونغرس الأميركي وحصوله على الضوء الأخضر لبدء الحرب على لبنان، نجد الدليل على المباركة الأميركية لإسرائيل بإرسال سفينتي إنزال لميناء حيفا لدعم الجيش الصهيوني، والموافقة أيضا على حزمة مساعدات عسكرية للصهاينة.

بالأمس وجدت إسرائيل الحجة الأخيرة بقصف حزب الله مجدل شمس حسب الروايات الإسرائيلية، مع استنكار وعدم اعتراف من حزب الله، حيث قال المتحدث باسم حزب الله إن الحزب لم يقصف مجدل شمس، وإسرائيل تريد ذريعة لبدء الحرب على لبنان. إن دخول إسرائيل جنوب لبنان يعتبره العديد من المحللين مجزرة للجيش الإسرائيلي، حيث إن التضاريس في الأراضي اللبنانية تخدم المدافع، أي حزب الله الذي أعلن امتلاكه مليون صاروخ تم وضعهم على أهبة الاستعداد لمواجهة إسرائيل. من ناحية أخرى نجد أن الروس قاموا بتزويد حزب الله بصواريخ مضادة للدبابات مثل صاروخ كورنيت الروسي، والذي استطاع مقاتلو حزب الله التمرس على استخدامه بشكل كبير، وهو من أقوى الصواريخ المدمرة للدبابات، في حين أن الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص في الدبابات بسبب حربه على غرة وتدمير مقاتلي حماس عددا كبيرا من الدبابات. هنا لا يخفى على أحد أن الاختلاف الكبير بين حزب الله وحماس واضح، حيث إن حركة حماس محاصرة، وليست هناك منافذ لها لإيصال الدعم اللوجيستي، أما حزب الله فحدوده البرية والجوية مفتوحة للدعم الإيراني والروسي، ويستطيع الحصول على الدعم المطلوب لخوض حرب قوية وطويلة، في خبر تم نشره أن إيران استطاعت أن توصل صواريخ كهرومغناطيسية لحزب لله، والهدف منها ضرب خطوط الطاقة في إسرائيل، هذا دليل على أن إيران استطاعت تحديث ترسانة حزب الله بشكل كبير.

الأيام القادمة ستكشف للعالم قوة ما يخطط له، فشرارة الحرب العالمية الثالثة أوقدت في لبنان، وسيتبعها اليمن، ومن بعدهما إيران، وستطال الدول الأوروبية إلى أن تتغير موازين القوى في العالم ونشاهد صعود قوة جديدة تزيح الولايات المتحدة الأميركية عن عرشها.

كاتب بحريني