“كسر خاطري” مندوب فلسطين لدى مجلس الأمن، رياض منصور، وهو يخاطب الأعضاء المتغيرين منهم والدائمين خصوصاً في هذا المجلس، المالكين حق النقض (الفيتو)، ويقول لهم إنكم جميعاً تطالبون بوقف إطلاق النار فوراً في غزة، لكنكم لا تفعلون ذلك.. بمعنى تطالبون من مَن وأنتم أصحاب القوة والمنعة؟! تخادعون من أنتم أصحاب أقوى سلطة على مستوى العالم، وبيدكم إحالة الكرة الأرضية إلى ذرات تتطاير في الكون لفرط ما أتخمت به مخازنكم من أسلحة دمار شامل لم يعرفها التاريخ على امتداده؟
هذه المناصب التي تتطلب القدر العالي جداً من ضبط النفس، والعمل الدبلوماسي الصرف، لا يدركها فهمي القاصر، ولا يمكنني أن أتصور نفسي أشرح لجماعة من ذوي الأبصار الحادة أن الشمس في وسط النهار ساطعة، أو كما قال المتنبي: “وليس يصحّ في الأفهام شيء.. إذا احتاج النهار إلى دليل”، فماذا يريد قادة العالم أن يصل الوضع إليه في غزة حتى يرتاحوا؟! كم من الدماء والأشلاء لا يزالون ينتظرون حتى يهدأ الغل الذي في صدورهم، أو حتى يصحو فيهم من يقول: “حسناً... فلنكتف بهذا القدر”؟! ألا يقولون إن الكلمات إذا ترددت أكثر من اللازم تفقد معناها ورونقها وقوة تأثيرها؟! أي معنى بقي لكلمة مثل “مجزرة” وهي ترتكب أكثر من مرة في اليوم الواحد في قطاع غزة، وتتردد على مدى أكثر من تسعة أشهر إلى الآن، في حرب غير متكافئة ما بين الحديد الذائب حرارة وبين اللحوم البشرية، وسط تصفيق أعضاء الكونغرس الأميركي، الأصليين منهم والمزيفين، لوحش الأشلاء النهم، ويمسرحون لقاء قمة القذارات العالمية؟!
لقد تواطأ أصحاب المنطق السليم، والتفكير القويم، والحدب على جنوب الكرة الأرضية، وتمويل المشاريع الإنسانية، وحاملو رايات حقوق الإنسان، والعدالة والمساواة، على تصديق رئيس وزراء الكيان الفاسد حين قال لهم إن رجلاً أخرس، حكى لرجل أصمّ، عن رجل أعمى، رأى رجلاً مقطوع الرجلين، يركض خلف رجل مقطوع اليدين، لأنه شدّ شعر رجل أصلع!.
كاتب بحريني