عندما شاهدت قائمة المدرب لوتشيانو ساباليتي التي سيشارك بها المنتخب الإيطالي في بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم، تذكرت عالم الدين المصري المرحوم محمد متولي الشعراوي، الذي اشتهر بتفسير القرآن الكريم بطرق مبسطة أوصلته إلى شريحة واسعة من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي.

وقد لا يكون الشيخ الشعراوي هو الدافع الأول إلى كتابة هذه السطور، لكنه تداعى إلى عقلي عندما شاهدت اسم لاعب نادي روما الإيطالي من الأصول المصرية “ستيفان الشعراوي” في القائمة الإيطالية، حيث سيجد “الفرعون” نفسه بعد أيام قليلة يدافع عن لقب إيطاليا الأوروبي على الأراضي الألمانية الموحدة خلف “المانشافت” بوصفه الممثل الشرعي لطموحات الألمان بعد خيبات وعثرات ثقيلة!

لكنني لست بوارد الخوض في جدال عقيم حول هوية البطل المرتقب في بطولة الأمم الأوروبية، ذلك أن المستويات متقاربة في “القارة العجوز” ولم تصب مفاصلها بـ “الروماتيزم” حتى الآن، ويبدو جيدا أنها تتمتع بحيوية واعدة بالكثير من الإثارة الكروية التي سيتناوب على تقديمها 24 منتخبا يمثلون الصفوة في عالم الساحرة المستديرة، إذ يكفي أن 5 منتخبات أوروبية من بين 8 منتخبات على كوكب الأرض كان لها شرف الفوز بكأس العالم، وهي ألمانيا، إيطاليا، اسبانيا، فرنسا، إنجلترا، وجميعها موجودة في يورو 2024 لحسن حظ عشاق كرة القدم.

وإن كانت إيطاليا هي حامل اللقب للبطولة وألمانيا الفريق الأكثر وصولا للنهائي، وإنجلترا وصيف النسخة الماضية، وفرنسا وصيف بطل العالم، فإن هناك زحمة منتخبات يمكن أن يكون من بينها “حصان طروادة” الأسطوري، الذي تجسد على أرض الواقع قبل 20 سنة في البرتغال، واستطاع منتخب اليونان بحنكة مدربه الألماني اوتو ريهاجل ومجموعة من اللاعبين الاحتياطيين في الأندية الأوروبية التتويج بالبطولة على حساب أباطرة القارة الزرقاء. ومن يدري ربما تتكرر الحكاية وإن بطريقة ليست إغريقية!

ختاما، لا بأس في أن نعود من حيث بدأنا بالشيخ الشعراوي، الذي نستحضر شيئا من سيرته العطرة ونحن نعيش أيام “الركن الخامس” في الإسلام وهو حج بيت الله الحرام، إذ يحكى أن الشعراوي عارض فكرة نقل مقام إبراهيم من مكانه إلى مكان بعيد عن الكعبة في العام 1954 وبرهن المسألة من الناحية الفقهية بعلم غزير وحجج قوية وتقديرا لجهوده الطيبة أمر الملك سعود -رحمه الله- أن يؤخذ بمقترحات الشعراوي القيمة وتم وضع المقام في قبة صغيرة من الزجاج غير القابل للكسر بدلا من المقام القديم الذي كان كبيرا ويضيق بالطائفين.. رحم الله الشيخ الشعراوي.