يخوض المغامرون من مختلف دول العالم رحلة مليئة بالأدرينالين أثناء تسلقهم سلسلة جبال الهمالايا، في محاولات محفوفة بالمخاطر لكسب تحدي “إيفريست”؛ بوصفها أعلى قمة جبل على وجه الأرض، حيث يبلغ ارتفاعها أكثر من 8000 متر عن سطح البحر، لكن ذلك لم يثن الرياضيين عن طموحاتهم بتخليد أسمائهم في سجلات التاريخ، تماما كما يحاول أن يفعل منتخبنا الوطني لكرة القدم بالتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026!
وبالعودة إلى قمة إيفريست الأسطورية، فقد شهدت بالعشرينات من القرن الماضي إقبالا متزايدا من المتسلقين الشجعان، الذين رغبوا في بلوغ أعلى قمم الأرض، بيد أن العديد من هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح، خصوصا تلك التي ركزت على الوصول من جهة الشمال، وقد أودت الظروف الجوية القاسية بحياة أول الضحايا في رحلة استكشاف بريطانية لجبل إيفرست بالعام 1924، عندما اختفى مالوري وشريكه أندرو على الحافة الشمالية الشرقية أثناء محاولتهم المميتة، وكانت آخر مرة شوهد فيها الاثنان على ارتفاع نحو 800 قدم من طريق الصعود للقمة.
وفي العام 1950 حدثت نقطة تحول عندما رخصت النيبال رحلات الوصول إلى القمة من جهة الجنوب، ما سمح بتسلق التلال الجنوبية الشرقية الأقل خطورة، وبعد 3 سنوات، تمكن إدموند هيلاري وتنزينج نورجاي من الوصول لقمة إيفرست، ومنذ ذلك الوقت توالت النجاحات في الوصول لأعلى قمة على وجه الأرض، وصارت السياحة الجماعية للهملايا من جهة النيبال أكثر شعبية، لكن الحوادث المميتة عادت مجددا في العام 1996؛ لتذكر بأخطار الجبل العملاق، حيث فارق الحياة نحو 200 مغامر حاول الصعود إلى قمة جبل إيفريست، علما أن عدد جميع من حاول تسلق الجبل خلال الـ 100 سنة الماضية أكثر من 14 ألف متسلق، نجح منهم في الوصول إلى القمة قرابة 4 آلاف فقط!
ختاما، ولست أدري هل سينجح منتخبنا الوطني لكرة القدم هو الآخر في الوصول إلى أهدافه المونديالية عبر النيبال ذاتها أم لا؟، إذ يحل منتخب النيبال ضيفا على منتخبنا “الأحمر” في 21 و26 مارس الجاري؛ ليخوض مباراتي الذهاب والإياب في التصفيات المزدوجة، وكل ما أعرفه أننا يجب أن نفوز على النيبال في المواجهتين لأنه منتخب متواضع و“على قد حاله”، وهو يقبع في المركز 175 في تصنيف الاتحاد الدولي، وأتمنى أن يفتح لنا هذا الفوز الطريق إلى “قمة بطولات كرة القدم في العالم”!