لفتني تصريح رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ علي بن خليفة بن أحمد آل خليفة، في سياق إشادته بالجهات الراعية والإعلامية التي ساهمت في إنجاح نهائي كأس جلالة الملك المعظم، وتأكيده على دور “الكوادر البحرينية” في تنظيم وتقديم الحدث بأبهى صورة.

وبعيدا عن الاعتبارات التنافسية بين قطبي الكرة البحرينية الأهلي والمحرق وما يشكلانه من قاعدة جماهيرية تعد الأكبر في مملكة البحرين، لعبت الكوادر البحرينية في التنظيم دورا مهما، وهي تستحق الشكر والتقدير بالفعل، لأنها عملت بإخلاص وساهم كل من موقعه في نجاح نهائي أغلى الكؤوس، ولا أشك لحظة أن أحدا من هذه الكفاءات المخلصة لم يفعل المستحيل في سبيل إبراز الحدث وإظهاره بالشكل المطلوب، وهذا ما تأكد في الختام مع إسدال الستار على النسخة 47  الباهرة من نهائي كأس جلالة الملك المعظم.

الأكيد أن النهائي ظهر بهذه الصورة الرائعة لأن الجميع بذل جهداً مضاعفا ليكون على قدر كبير من المسؤولية، ابتداء بالمنظمين والفريقين مرورا بالجماهير والإعلام وانتهاء بعربات الأطعمة الموجودة في الساحة الخارجية من الملعب لتقديم الخدمات لأكثر من 20 ألف متفرج حضر المباراة، وقد يبدو العدد ليس كبيراً مقارنة بالأعداد التي نراها في الدول المجاورة، لكن هذا العدد بمقاييسنا المحلية يعتبر كبيرا خصوصا وأننا نعاني من ظاهرة قديمة في ملاعبنا الكروية تتمثل في العزوف الجماهيري.

ولست أدري، هل يشعل هذا التصادم بين قطبي الكرة البحرينية في نهائي كأس الملك المنافسة في الدوري ويحيي المدرجات مجدداً أم لا؟، أأمل ذلك، فنحن نعلم جيدا أن الجمهور يعد اللاعب رقم 12، وأن الفريق الذي لا يستمد قوته من الجمهور ينقصه لاعب واحد!! وهنا لنسأل أنفسنا كم ناد بحريني يلعب دون جمهور يشد من أزر لاعبيه ويرفع من معنوياتهم؟

ختاما، النجاح سلسلة متصلة ببعضها البعض، الجمهور يرفع من مستوى اللاعبين في الملعب، والمستوى التنافسي يرفع من نسبة الحضور الجماهيري، ونحن على أمل أن يستمر هذا الزخم التنافسي والجماهيري فيما تبقى من مباريات دوري ناصر بن حمد، وكذلك في مباريات المنتخب المرتقبة ضمن التصفيات المزدوجة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، كما نتمنى أن يسهم تألق الأهلي والمحرق في إعطاء خيارات جديدة من اللاعبين لمدرب المنتخب الوطني في الاستحقاقات القادمة.