“يشهد العالم تطورًا ملحوظًا في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث يثير هذا التقدم تساؤلات حول تأثيره على سوق العمل. فهل يمثل الذكاء الاصطناعي تهديدًا للوظائف التقليدية أم يفتح آفاقًا جديدة لوظائف مستقبلية تتطلب مهارات متقدمة؟ يتسبب التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي في تغيير طبيعة الوظائف، حيث يتم استبدال بعض الوظائف الروتينية بالآلات الذكية. يشير تقرير منظمة العمل الدولية إلى أن حوالي 30 % من وظائف العمالة في العالم قد تتعرض للخطر في المستقبل القريب بسبب التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي. مع ذلك، يوفر الذكاء الاصطناعي فرصًا جديدة لخلق وظائف مبتكرة في مجالات مثل تطوير البرمجيات الذكية، تحليل البيانات الضخمة، وتطوير التكنولوجيا الطبية. على سبيل المثال، يستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في مجالات الطب والتصنيع والتجارة الإلكترونية. تُظهر الإحصائيات أن الاستخدام العالمي لتقنيات الذكاء الاصطناعي يتزايد بسرعة، حيث تستخدم العديد من الشركات والحكومات هذه التقنيات لتحسين الإنتاجية واتخاذ القرارات الاستراتيجية. على سبيل المثال، يستخدم الذكاء الاصطناعي في تكنولوجيا التسويق الرقمي لتحليل سلوك المستهلكين وتحسين تجربة التسوق عبر الإنترنت. إن بنية التعليم تلعب دورًا حاسمًا في تأهيل الشباب لمواكبة التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يجب تضمين مهارات جديدة مثل البرمجة وعلوم البيانات في المناهج التعليمية. إن الاستثمار في التعليم وتطوير المهارات يمثل الطريق الأمثل لتحقيق فوائد الثورة الرقمية. يُظهر الذكاء الاصطناعي التوليدي إمكانيات هائلة للابتكار وتطوير الصناعات، ولكن يتطلب أيضًا تكيفًا سريعًا من جميع القطاعات للتأكد من أن الفرص الجديدة تعود بالفائدة للجميع. إن رؤية استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل شامل ومسؤول يمكن أن تحدث تحولًا إيجابيًا في البنية الاقتصادية والاجتماعية”.
كل ما تقدم، بما فيه العنوان، لم يكتبه كاتب هذا المقال، بل ولّده برنامج قائم على الذكاء الاصطناعي الذي تناقشه اليوم حكومات دول كبرى خشية أن تنفلت الخيول من حظيرتها مع التقدم الهائل الذي يحدثه. وكما اقترح البرنامج علينا، فإن تعليمنا - المدرسي والجامعي - إذا لم يقم بانقلاب شامل في أساساته ومبانيه، بأن نلحق ولو بآخر عربات القطار، سنجد أنفسنا قريباً فرادى في أرض جرداء تصفر فيها الريح.
* كاتب بحريني