عندما نتحدث عن الوطن وذاكرة الوطن ورجال الوطن المخلصين الذين تركوا بصمة واضحة في مجال عملهم، فإننا نتحدث عن مخزون وطني صرف سجل في صفحاته أسماء من رجالاتنا الأوفياء، عملوا بكل إخلاص وولاء وحب من أجل مصلحة ورفعة اسم المملكة في مختلف المجالات والميادين. ففي هذه المساحة يشرفني أن أتحدث عن واحد من الرجال المخلصين لهذا الوطن، من الذين ساهموا في تطوير وتحديث قوة دفاع البحرين، إنه معالي الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليفة رحمه الله الذي خدم الوطن بكل إخلاص وشرف وحب، وبدأ العمل في قوة دفاع البحرين كضابط وتدرج حتى وصل إلى منصب رئيس هيئة الأركان، فقد كان رحمه الله يعتز كثيراً بلباسه العسكري الذي كان يمده بالفخر والهيبة والمكانة الرفيعة.
عبدالله بن سلمان رحمه الله وقف على مسافة واحدة من الجميع، وعندما كان يتحدث فإنه يتحدث بلباقة وحكمة ورجاحة عقل في مختلف الموضوعات، فقد كان رحمه الله رجلاً عسكرياً وقائداً تشرب الحياة العسكرية منذ نعومة أظافره بعد أن تسلسل بالرتب والمناصب العسكرية، وكانت له الكثير من الإنجازات على المستوى العسكري وبصمة وكاريزما مختلفة يتذكرها كل من عمل معه. ونتذكر واحدة من محطاته العملية عندما تم تعيينه وزيراً للكهرباء والماء، حيث كانت إحدى المراحل التي أنجز فيها الكثير من النجاحات، فقد كان يتابع جميع مشاريع هذه الوزارة عن قرب وباهتمام مضاعف من أجل تحقيق مصلحة الوطن، كما كان تركيزه منصبا على تطوير الأداء العام داخل وخارج الوزارة لإيمانه بأن هذا العمل يجب أن يستمر بمستوى متميز وكفاءة عالية. وقد كانت محطته الأخير تعيينه بمنصب رئيس المكتب العسكري لصاحب الجلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة، ليكمل رسالة البناء والعطاء والواجب الوطني.. رحمك الله أيها القائد بوسلمان، رجل وطن وصاحب مواقف ومبادئ راسخة لهذا البلد العزيز، وعزاؤنا لأسرتك الكريمة.
*كاتب بحريني