اجتماع مؤتمر قمة الملوك والأمراء والرؤساء العرب في مملكة البحرين، قبل أيام، سجل نجاحا باهرا وأصدر قرارات تصب في وحدة الأمة العربية من المحيط الى الخليج، وفي تماسكها وتعاضدها في كل ما يهم العرب وقضاياهم المصيرية وخاصة القضية الفلسطينية في وجه العدوان الاسرائيلي الغاشم. ولقد سمع العالم صوت العرب في هذه القمة التاريخية.

لفت نظرنا، أن قادتنا عصريون وتقنيون، والدليل ما قرره القادة العرب بضرورة الاهتمام بالفنتك أي "التقنية المالية"، ودعم وتطوير هذه التقنيات الحديثة وتسخيرها لصالح الأمة العربية واقتصاد وتجارة دولها. إن هذا القرار الهام يؤكد متابعة القادة العرب لكل التطورات الاقتصادية والمالية في العالم، وأحدثها النهضة المصرفية والاستثمارية عبر التقنية المالية "الفنتك". وعبر هذه التقنيات المستحدثة، يتم تسخير التقنية الالكترونية المتطورة من أجل خدمة العمليات المصرفية والمالية، وهذا النشاط التقني السريع سيخلق طفرة لا مثيل لها في تطوير وتسهيل ودعم وتسريع هذه الخدمات الضرورية في عصر النهضة الصناعية الرابعة التي أتت عبر برامج التقنية الحديثة.

وتوجيه القادة العرب للاهتمام بهذا النشاط الحيوي سيربط الدول العربية وشعوبها مع بقية العالم حيث تدور الأموال والاستثمارات المالية والتجارة الالكترونية وتتدفق في لمح البصر وتجول في كل أركان المعمورة. وربط الدول العربية مع هذه التطورات التقنية، سبجعل لنا نصيبا في هذا الحراك الاقتصادي الهام، وسيفتح أبواب التجارة ويسهل انسيابها مع كل العالم، وهذا هو المطلوب حتي نكون في قلب العالم التجاري والاستثماري وفق آخر المستجدات التقنية.

الدول العربية مليئة بالموارد الطبيعية والأراضي الخصبة الشاسعة وكذلك بالموارد البشرية الشابة التي تتطلع للاستفادة والانصهار مع كل الجهات عبر التقنية الحديثة. ومن دون شك وبكل فخر، شباب الأمة العربية على دراية وعلم وشغف بكل مداخل التقنية الحديثة مما يسهل وضعنا في قلب الحدث بالمشاركة والتعامل مع الفنتك وتطبيقاته العصرية ذات المردود المتنامي مع كل يوم.

الثورة التقنية أتت لتبقى ولتسيطر على كل النشاطات في العالم خاصة التجارية والمصرفية، ومن هذا نجد تفنية الذكاء الاصطناعي وتدخل الآلة في إنجاز العديد من الأعمال الهامة، وكذلك نجد التقنية المالية "فنتك" التي ستحرك جميع الأعمال التجارية بسرعة النت وأجهزة التواصل الحديثة. 

وتوجيه القادة العرب أتى في وقته وعلى كل الجهات في كل الدول الانصياع لتنفيذ هذه التوجيهات العصرية لنكون جزءا لا يتجزأ من العالم العصري ونكون من المشاركين في صناعة التاريخ الحديث للتجارة والأعمال المصرفية عبر "فنتك" وهكذا تتطور الأمم والشعوب. وقادتنا عصريون وتقنيون ولنكن مثلهم.