الهند قوة اقتصادية مهمة ومؤثرة وتزداد قوة مع مرور الوقت، ولم يعد ذلك سرا على أحد، وهناك رهان متزايد أن قوة الهند ستزداد وتصبح عما قريب القوة الاقتصادية الثالثة في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية والصين، خصوصا بعد إعادة انتخاب رئيس الوزراء موندي، صديق مجتمع الأعمال، والذي يحظى بتأييد هائل وكبير من المستثمرين وقطاع الأعمال في بلاده. والهند لديها رغبة جامحة في تحسين البنية التحتية وتعزيز الاستثمارات في قطاعات إنتاج السيارات والشرائح الإلكترونية والمعدات الكهربائية والذكاء الاصطناعي. والهند تحاول استغلال اللحظة التاريخية الحالية التي أوجدت قيادات مؤثرة من أصول هندية في أهم شركات قطاع التقنية مثل شركتي غوغل وميكروسوفت، بالإضافة إلى قيادات عظيمة في قطاعات مختلفة يزخر بها مجتمع رجال الأعمال الهنود في المهجر والمنتشر حول العالم كله، والذي لديه رغبة جامحة في استغلال التغيير الحاصل في بلاده للاستثمار فيها.
وفي منطقة الخليج العربي لا يخفى على أحد تاريخ العلاقة العميقة جدا بينها وبين الهند، والذي يضع المنطقة في مكانة فريدة ومميزة لاستغلال هذه الفرصة التاريخية الحاصلة في الهند لأجل ترسيخ أعمق للعلاقة، خصوصا أن التحول الحاصل في الهند سينعكس بشكل مهم على قطاعات التقنية بالذات. ويراهن خبراء الاقتصاد والمحللون الماليون على أن الحقبة القادمة ستكون من نصيب الهند بامتياز، وأن عملتها ستكون الأبرز، وأسواقها المالية ستكون الأنشط والأكثر إثارة، وأن اقتصادها سيحقق أكبر نسب النمو. وستبرز قوى مساندة أخرى لتحقيق الحلم الهندي وهي رابطة خريجي المعهد الهندي للتقنية أحد أهم جامعات العالم ومفخرة التعليم الهندي، حيث يتبوأ خريجوها أهم المناصب الإدارية في كبرى الشركات متعددة الجنسية، وهي رابطة قوية ومؤثرة وفعالة ازدادت قوتها في العقد الأخير. “المقال كاملا في الموقع الإلكتروني”.
*كاتب وإعلامي سعودي
هناك اعتقاد كبير وراسخ لدى أغلبية عريضة من رجال الأعمال في الهند أن بلادهم قضت فترة طويلة وأكثر من كافية وهي تخدم اقتصاديات الغير من الدول الصناعية الغربية كمكاتب خلفية لهم، وأنه آن الأوان للحظة الهندية والخروج إلى الواجهة كمنافس اقتصادي متكامل، خصوصا بعد اكتساب الثقة المطلوبة من التجربة والخبرة التي تحققت.
الهند اليوم تتحدث بثقة وخبرة وتمكن، فهي أصبحت البلد ذات التعداد السكاني الأكبر، وإحدى أهم خمس اقتصاديات في العالم، وجيشها يزداد قوة وتجهيزا بأحدث الأسلحة والعتاد والتطور التقني مع عدم إغفال أنها أيضا قوة نووية وأن ذلك كله يؤهلها لتكون منافسا حقيقيا للصين حتى لا تستأثر وحدها بالفرصة السانحة القادمة مع وجود قناعة لدى قطاع الأعمال في الهند أن الإلمام العريض باللغة الإنجليزية الموجود في الهند (وهو غير متوفر في الصين) يمنح الهند ميزة تنافسية غير بسيطة.
كاتب وإعلامي سعودي