العدد 5650
الأربعاء 03 أبريل 2024
banner
طريق الإصلاح يبدأ اليوم.. يا كويت
الأربعاء 03 أبريل 2024


شهدت الكويت في ستينيات القرن الماضي طفرة شاملة في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والرياضية والفنية، وكانت قبلة للزوار والباحثين عن عمل.. واليوم ومن خلال متابعتنا لانتخابات مجلس الأمة 2024 والنشاط والحراك والاستعداد لهذا اليوم الذي يتجه فيه الناخبون لصناديق الاقتراع لاختيار 50 مرشحا من بين 219 ترشحوا مقارنة بـ 207 في الدورة السابقة فإننا أمام مخاض يتطلع فيه أبناء الكويت لمجلس يعيد للكويت نموها وإنجازاتها وتفوقها كما كانت في السابق وأكثر. وستبقى الكويت بإذن الله تعالى محط الأنظار وقمة الاهتمام، وغدا العالم كله تتجه أنظاره لها لمتابعة هذا العرس الانتخابي الفريد من نوعه بكل أمانة على مستوى المنطقة والعالم، ويبقى النجاح الحقيقي الانسجام التام بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بعد الانتخابات وتشكيل مجلس الوزراء الجديد.
لذا فإن اختيار أعضاء مجلس الأمة الجديد واجب وطني وحاجة ماسة من ذوي الكفاءة والمخلصين، وخطوة أساسية لإعادة الكويت لؤلؤة ساطعة لما تملكه من مقومات النجاح، ومن دون ذلك التوافق بين المجلس والحكومة لن تتحقق التنمية التي نتطلع إليها لهذا البلد الكريم، فتصحيح المسار، بدأ في العهد الجديد، وهيبته ظهرت جليا في النطق السامي في 20 ديسمبر 2023، فالكويت ليست نفطا أو تبرعات إنسانية، الكويت بلد الانفتاح والتنمية والعلم والثقافة والفنون والسياسة، ولم يكن أحد يجاريها آنذاك ولها أفضال على الجميع، وقاعة عبدالله السالم كما كانت منارة للديمقراطية بين السلطتين، وليس بعد النطق السامي للأمير "أي اجتهاد". اليوم نقول لأبناء الكويت، غدا يومكم، فأنتم أصحاب القرار بتغيير المسار وقلب الصفحة وفتح علاقات وانسجام بين البرلمان والحكومة، كما كانت في فترة من الفترات الذهبية والتي سجلت وتركت بصمات خالدة جعلت الكويت النموذج النادر والمميَّز في ممارسته للديمقراطية، وإنجازاته التي عادت بالخير على الجميع، إن تجاوز الماضي في أيدينا، وعدم ترك الأمور للتجاذبات، هو مطلب كل كويتي، فالحاجة اليوم لكل عضو متزن لإدارة دفة المجلس وتعزيز التعاون والتوافق وإبعاد وإلغاء الخلافات، وخدمة الكويت وأهلها، والإبقاء على حيوية العملية الانتخابية، والكرة في ملعب الناخبين غدا الخميس، وكل شيء أصبح جاهزا للاقتراع، والحدث الديمقراطي الكويتي لا يمكن مشاهدة مثيل له إلا في هذه الديرة الطيبة والمثمرة والصامدة رغم كل المخاضات السابقة.
تحتاج الكويت إلى نهج جديد للوصول إلى توافق حكومي مع البرلمان لتحقيق أهدافها، وأملنا كبير في الشيخ الدكتور محمد الصباح أن يسير بسفينة التطور والتنمية في الكويت إلى بر الأمان وتحقيق رؤية الأمير مشعل في التنمية والازدهار وبناء نهضة شاملة في القطاعات كافة.
فالمشاركة القوية مطلب لدعم من يستحق الوصول لقاعة عبدالله السالم، ويبقى الأهم التوافق القادم بين مجلس الأمة والحكومة، ونسأل الله المولى القدير، أن يوفق الكويت الحبيبة للخير والصلاح في ظل العهد الجديد والرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت ـ حفظه الله ورعاه ـ.

كاتب ومحلل عماني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية