العدد 5629
الأربعاء 13 مارس 2024
banner
شهر الخيرات والدعوات.. رمضان المبارك
الأربعاء 13 مارس 2024

دخل علينا شهر الخيرات والدعوات بعبقه الفواح وأجوائه الإيمانية الروحانية، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، شهر الأعمال الإنسانية والعبادات والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، شهر يجتهد فيه المسلم قدر ما يستطيع في الطاعات لينال أكبر قدر من الأجر والثواب، ليخرج المسلم فائزا بخيراته، فواضبوا على الصلاة وقيام الليل وصلاة التراويح، والليالي العشر المباركة فيها ليلة القدر التي جعل الله فضلها أعظم من ألف شهر، فشهر رمضان هو شهر القرآن ومدرسة لتعليم الصبر والتحمل.

شهر مبارك، أنزل فيه القرآن الكريم، وفي الجنة باب يسمى "باب الريان" يدخل منه الصائمون، وفي هذا الشهر تكثر الخيرات والصدقات، إنه فرصة عظيمة لتعويد الأبناء على الصلاة في أوقاتها، ومشاركتهم في صلاة التراويح، وتكسبهم مهارات التعامل مع روحانية هذا الشهر الفضيل.

شهر تستجاب فيه الدعوات، فهو شهر الدعاء وطلب الحوائج من الله، فما أجمل أن ندعو في رمضان لإخواننا في فلسطين، وأن يعم الأمن والسلام المنطقة العربية والعالم، وأن ينعم على سلطاننا المفدى ـ حفظه الله ورعاه ـ بالمزيد من الصحة والعافية والعمر المديد والأجر العظيم، ولبلادنا بالأمن والازدهار والرخاء الوفير، ولموتانا بالرحمة، ولأبنائنا بالصلاح والنجاح. شهر ننتظره، لنكون إلى الله أقرب، ولإبراز قوة المجتمع في تعاضدهم وتراحمهم وتفانيهم في العمل والعبادات، والإكثار من الصدقات ومساعدة الفقراء والمساكين وابن السبيل، فأفضال الشهر لا تعد ولا تحصى، وعلينا عدم الإسراف والتبذير في هذا الشهر المبارك. وعلى التجار عدم الجشع ورفع الأسعار، ومخافة الله عز وجل، وعلى حماية المستهلك محاربة وسائل الجشع والتخفيف على الأسر وأصحاب الدخل المحدود، وتشديد الرقابة على المحلات الكبرى والمطاعم وغيرها.

فما أحوجنا اليوم وفي كل يوم للتوبة إلى الله والإنابة إليه، فارفعوا أيديكم بالدعاء، واطلبوا الرحمة من الله عز وجل، فقد وعد عباده بأن يجيبهم إذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه، ويستجيب لهم إذا دعوه. جعلكم الله مقبولي الطاعة أجمعين فهنيئا لكم رمضان أيها المسلمون في كل مكان.

وابتعدوا عن كل ما يلهيكم من أعمال لا تظهر ولا تكثر إلا في رمضان، والالتزام بقراءة القرآن، وممارسة الرياضة الصحية، والغذاء المتوازن في الفطور والسحور.

إن الأجواء الرمضانية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يعيشها الجميع كغيرهم من الشعوب الإسلامية بزيارات الأرحام والأصدقاء، والصدقات والتزاور، وعادات وثقافات متجذرة في الأصالة والعراقة وعمق التاريخ.

في هذا الشهر، علينا الإكثار من تناول الخضروات والفواكه، والأغذية الغنية بالألياف مثل البقوليات والحبوب الكاملة الصحية، والإقلال من تناول الأطعمة أو المشروبات الغازية الغنية بالسكريات، وكذلك تقليل الملح وشرب الماء.

وأخيرا.. تقبل الله صيامكم، وكل عام وجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم "حفظه الله ورعاه" في صحة وعافية، ويعاد على جلالته وإخوانه قادة دول مجلس التعاون الخليجي أعواما عديدة وعلى الأمة العربية من الخليج إلى المحيط والعالم الإسلامي برمته، في خير وأمان.

وندعو الله أن يرحم موتانا وموتى المسلمين ويشفي مرضنا ومرضى المسلمين ويغمرنا جميعاً بأجواء السلام والأمان في الشهر الفضيل، ويتقبل منا صيامه وقيامه، ويختم علينا وعليكم بالرحمة والغفران في صحة وعافية وأحسن حال، ورمضان مبارك.. والله من وراء القصد.

كاتب ومحلل عماني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية