يتطلع المواطن العربي لنتائج القمة العربية المقرر عقدها في مملكة البحرين في 16 مايو المقبل. الجامعة العربية استبقت انعقاد القمة التي عُقدت في 19 مايو 2023 في جدة، برئاسة المملكة العربية السعودية، بإعادة عضوية سوريا للجامعة، منذ تعليق عضويتها في 16 نوفمبر 2011. مصر وتونس عانتا لفترات طويلة من صدمات ما يسمى بـ “الربيع العربي”، واعوجاج الاقتصاد، ولهيب “المشروع الإسلامي”. السودان يحكمه صراع بين الجيش وقوات الدعم السريع بدون أي أمل للتوصل إلى هدنة، أو لفتح طريق آمن لوصول المساعدات، رغم نزوح الملايين في أكبر أزمة إنسانية. في ليبيا فوضى وقرار من الرقابة الإدارية بإيقاف وزير النفط والغاز بحكومة الوحدة الوطنية عن العمل، بسبب ارتكابه مخالفات قانونية تقول إنها “أضرت بالمصلحة العامة للدولة”. العراق يلهث هرباً من تفخيخ الطرقات، بينما الجماعات الكردية والسنية والشيعية بحالة قابلة للاشتعال، بينما على الحدود تقف الحملات العسكرية الأجنبية. أرزة لبنان مازالت تعاني من الاضطرابات واختلاط المفاهيم وضبابية التفسيرات لمعنى (الدولة)، بينما حرائق الغارات تستهدف البلدات والقرى النائية. اليمن مازال يعيش تحت هوس المزايدات، وشراء (وبيع) الأفكار العقيمة، وشعبه يعاني من الجوع والفقر والأمراض، وسوء البنية التحتية.
في المنامة، تُعقد اجتماعات المجلسين الاقتصادي والاجتماعي على مستوى كبار الخبراء والمستوى الوزاري، لتبدأ بعدها اجتماعات المندوبين الدائمين تمهيداً لاجتماع وزراء الخارجية في الخامس عشر من مايو. هناك، يتم اعتماد مشروع جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، وتتسلم مملكة البحرين رئاسة القمة من المملكة العربية السعودية رئيس القمة العربية للدورة الحالية. الشكر لمملكة البحرين لجهودها في التخطيط والإعداد للقمة العربية. ليس لدينا أدنى شك أن المنامة تسعى لتحقيق ما يتطلع إليه المواطن العربي، والارتقاء المشترك لتعزيز مسيرة الدول العربية. أقصد تحديداً الإعداد لاقتصاد مزدهر، واستتباب الأمن، وتوحيد المواقف السياسية، وتطوير الشراكات مع الدول الصديقة، بعيداً عن الأزمات الإقليمية والعالمية.
مبروك.. ترشيح عبدالنبي سلمان مقررًا عن المجموعة العربية في لجنة السلم والأمن الدوليين.
* كاتب سعودي ورئيس الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية