+A
A-

البعــوض يستمــر فـي قـرص الأجســاد... غــزو أم لعنــة؟

 

  • احجامه كبيرة واعداده بتزايد ويصل الى كل مكان
     

لا يزال البعوض يمارس مهمته التي يحبها، ويعشقها، وهي مص الدماء، و"التنكيد" على كل من يرميه سوء الحظ في طريقه، والقصة بذلك ليست بالجديدة، بل هي متكررة ومعروفة، ولكنها لم تحسم، ولم تنتهي، بل العكس هي بتزايد حالات مستمرة.
وعلاوة على تفضيل البعوض الأماكن الرطبة، والمشبعة بالمياه، وفي المناطق الطينية، للتجمع والتكاثر، الا أنها تتواجد ايضاً عند حاويات القمامة، وفي أماكن تجمع القاذورات، كما أن لديها مقدرة عجيبة رغم صغر حجمها، في التحليق لمسافات بعيدة، تصل بالغالب الى المناطق السكنية.
وكان المواطنون، ومعهم المقيمون، قد شكو مراراً وتكراراً في الكثير من المناطق من البحرين عبر حساباتهم الشخصية، والحسابات الإخبارية في منصات التواصل الاجتماعي من اسراب البعوض التي تحاصرهم في كل مكان، وتصل الى غرف البيوت كلها، والى الصالات، لتمص الدم، وتسبب الحكة المزعجة والتي لا تغادر سريعاً.
هذه الشكاوي هي نتاج طبيعي، لحجم الضرر، وحجم المشكلة المتفاقمة والتي لم تحلها المبيدات الحشرية التي تستخدمها وزارة الصحة في حملات الرش التي تقوم بها بين وآخر، كما أن الضرر وصل الى الأطفال، والذين تتورم وجوههم بشكل صادم، مع قرصت بعض البعوض الشرس، حيث ينتفخ وجه الطفل أو الطفلة بتورم ضخم، وأحمر، يأخذ نصف الوجه ببعض الحالات، تعطل حضور الطفل للمدرسة ببعض الحالات.
واستقبلت "البلاد" أخيراً بهذا الشأن اتصالات عديدة، وشكاوي من مواطنين، محورها الأول البعوض، وما الحل معه؟ فالبعض يقول بأنه يشتري المبيدات باستمرار، لكنها مكلفة، ولا تمثل حلاً مع البعوض والذي يتواجد لديه البديل من الأصدقاء، لتأدية المهمة، في حال رحيل الآخرين.
ولم يقتصر التزايد الملحوظ للبعوض، في منطقة وادي البحير المتعششة به، بل امتدت الى مناطق عديدة، منها الساحلية كقلالي، والدير، والبديع، والرملية كعالي، وضاحية الرملي، ومدينة عيسى، وغيرها.
وقال المواطن عبدالله محمد ( من عالي) بأن البعوض لا يرحم، ولا تنتهي اعداده مهما تم ابادتها، وبأن -والحديث لعبدلله- الجلوس في الحوش، أو الحديقة، أو حتى كراج البيت بهذا الطقس الجميل، أمر في نطاق اللا ممكن والسبب البعوض.
ويزيد" احذر زوجتي والخادمة مراراً وتكراراً من أهمية اغلاق باب البيت بسرعة، فالبعوض موجود ويترقب اللحظة للدخول، وانا لدي أطفال صغار، وتجربة سيئة مع البعوض هذا، والذي يخرج لنا من كل مكان، عند وقت النوم".
وكان رئيس مجلس بلدي الجنوبية عبدالله إبراهيم عبداللطيف قد صرح بوقت سابق للـ"البلاد" بأن المنتشر في البحرين ليس البعوض تحديداً، وانما الناموس، موضحاً بأن الفارق بينهم بأن الأخير لونه أسود وكبير، وضرره أكبر من البعوض.
والبعوض هو من البعوضيات، وهي فصيلة من رتبة ذوات الجناحين، تمتص اناثها دم الانسان، وهي أكثر الحشرات الماصة للدماء انتشاراً، وتسبب المضايقة بلدغاتها المتكررة، وتنقل العديد من الأمراض، كالملاريا، كما تتغذى الباعوض أيضاً على دماء الحيوانات، والطيور.