+A
A-

ما هو دور "المؤثرين الخليجيين" حيال التوعية المرورية؟

تتصدر برامج التوعية والمهرجانات والأنشطة المرورية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هذا الأيام، كما هو الحال في كل عام من شهر مارس، تتصدر الإرشادات والمنتجات الإعلامية والمحاضرات الرسائل التي تعيد التحذير والتأكيد على خطورة استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة، فشعار هذا العام "قيادة بدون هاتف"، ليس شعارًا مقتصرًا على دول الخليج، فالهاتف أحد مسببات الحوادث الخطرة على مستوى العالم أجمع.

ودعمًا لبرامج التوعية الإرشادية التي يشهدها أسبوع المرور الخليجي والتي يتم من خلالها إيصال الكثير من المعلومات عبر مختلف وسائل الإعلام، ولا سيما الرقمي منها في وسائل التواصل الاجتماعي، فإن مختلف المنصات الإلكترونية تمثل قنوات مهمة، وتصبح أكثر فاعلية وقوة من خلال المؤثرين من الإعلاميين والكتاب والفنانين والمدربين وصانعي المحتوى الذين يوصلون الرسائل المدروسة والفعالة، وبالتالي، يكون له الأثر الفعال أيضًا.

وترى الإعلامية والقانونية الكويتية رشا سالم، وهي معدة ومقدمة برامج حوارية، أن من الأهمية بمكان أن يكون للمؤثرين دورهم في المشاركة النافعة طوال أيام أسبوع المرور الخليجي، وفي الحقيقة، فإن هذا الدور يدخل تحت عنوان المسؤولية الدينية والوطنية والإنسانية كذلك، فالسلامة المرورية تعني سلامة الناس، وهذه السلامة من أولى الأولويات في الحياة اليومية.

وتضيف: "شعار أسبوع المرور هذا العام ينصب على موضوع مهم وظاهرة مقلقة، ولهذا فالحديث عن استخدام الهاتف النقال كظاهرة عالمية المدى لا يكفي أن نحصرها في شكلها، بل فيما تسببه من نتائج، ولا أعتقد أن المؤثرين وصانعي المحتوى يغفلون عن جانب سلامة الناس من مختلف الأعمار، بل أقول إن الرسالة اليوم لا تنحصر في حيز جغرافي محدود أو بقعة جغرافية محددة، فحين نقدم جميعًا مساهماتنا وأفكارنا وندعم الجانب التوعوي في أسبوع المرور الخليجي، فإن وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي والمواقع سواء الإخبارية أو المنوعة، توصل هذه الرسالة إلى كل مواطن عربي، ولا يتطلب الأمر دعوة من جهة معينة أو من وزارات الداخلية للكفاءات من صناع المحتوى، بل من الجميل أن يبادروا تلقائيًا بالمشاركة.

ويتفق الفنان البحريني سامي رشدان مع ما طرحته الإعلامية رشا سالم، بالتأكيد على أن مسؤولية ترسيخ الالتزام بالقوانين والأنظمة، ونحن نتكلم في أجواء أسبوع المرور الخليجي، هي مسؤولية كل مواطن قادر على أن يقدم فكرة أو مبادرة مفيدة، وكما يقول الكل، فنحن نعيش زمن البيانات المفتوحة والإعلام الرقمي.

وكلنا إن تحدثنا بصراحة، نرى ونرصد العديد من الظواهر والممارسات السلوكية الخاطئة.. على سبيل المثال لا الحصر، ليس من الصعب رؤية من يتجاوز الإشارة الضوئية، أو تجده غير ملتزم بالمربع الأصفر، أما لو تحدثنا عن استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة فهناك كثير من الصور التي كانت سبب حوادث مؤسفة، وبالطبع، لا أحد يريد أن يتضرر مستخدمي الطريق، أما عن الفنان البحريني والخليجي، فهو مشهود له بالمشاركة في كل المبادرات ذات النفع العام على المواطنين والمقيمين.

وتشير الباحثة والمدربة التحفيزية خولة البوسميط إلى أن ما يثلج الصدر هو ما يتركه أسبوع المرور الخليجي من أثر على الجميع من مستخدمي ومرتادي الطريق، والأثر الأكبر هو التواصل مع مختلف الشرائح بهدف زيادة وعي أفراد المجتمع بكل أطيافه بأهمية القيادة الآمنة، هذا ما جهة.
أما من جهة أخرى، فتوضح البوسميط إلى أن في هذه المناسبة تأكيد على ضرورة الالتزام بقواعد السلامة المرورية، ومما يسعدنا دائمًا تلك الجهود لوزارات الداخلية بدول مجلس التعاون في سبيل الارتقاء بالمنظومة المرورية، انطلاقًا من هدفها الاستراتيجي المتمثل في تحقيق الأمن والسلامة على الطرق وحماية الأرواح والممتلكات.

وحقق شعار هذا العام: "القيادة بدون هاتف" إعجاب واهتمام الكثير من المواطنين والمقيمين، وهذا يعني أن هذه الظاهرة التي لم تعد خافية، وآثارها السلبية واضحة في تهديد السلامة على الطريق، يلزم أن تتكثف تجاهها الحملات الإعلامية والاجتماعية وكذلك حملات الضبط والمساءلة القانونية، فالالتزام بالقانون يعني سلامة الآخرين، لكن هل هناك من يستهتر؟

يتحدث المواطن حسن السيد عبدالله بالقول أن ما لمسه خلال هذا العام، هو عدم وجود حملات إعلامية قوية في وسائل التواصل الاجتماعي ترتبط بأسبوع المرور الخليجي، وكان المأمول، سواء في الأعوام الماضية أو ما نأمله في الأعوام المقبلة، أن يتم توظيف الحسابات والتطبيقات والسوشال ميديا، وعدم الاقتصار على المؤسسات الإعلامية الرسمية.

ويؤكد أن التوعية المرورية أمر لازم ويتطلب الأفكار المتطورة بشكل لا يتوقف، ومعرفة اتجاهات مختلف الشرائح واهتماماتها لتصل لها الرسائل المؤثرة الناجحة.

وأكثر ما يلفت نظر المواطن عبدالحسن جعفر، هو كثرة استخدام الهاتف النقال حتى في المواضع التي يلزم أن يكون فيها السواق منتبهين حتى لا يعرضوا أنفسهم للخطر، وحتى في المسارات المزدحمة، فكثيرًا ما رأينا حوادث تصادم بسيطة في طريق مزدحم ويسير ببطء، والسبب عدم ترك مسافة كافية، والأمر يصبح أشد صعوبة حين يكون السائق في ذلك الوضع، منشغلًا بالهاتف النقال.

أما عقيل عبدالله وحمزة السيد عباس فيؤكدان أن أسبوع المرور الخليجي مهم للتوعية وللتحذير من كثير من السلوكيات المرورية التي تهدد حياة الناس، وعلى رأسها الهاتف النقال، ويتفقان تمامًا مع تشديد العقوبة على من يستخدم الهاتف النقال دون التزام بالأنظمة، لأنه يعتبر "مستهترًا" لا يهمه سلامة الناس.