+A
A-

ورشة للرويعي عن الإخراج ولغة الجسد بالكويت

ضمن فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان الكويت المسرحي، أقيمت ورشة فنية بعنوان الإخراج ولغة الجسد قدمها المخرج خالد الرويعي، في رواق مسرح الشامية، بمشاركة عدد من المتدربين الشباب والشابات. 

وأضاء الرويعي خلال الورشة على أهمية الجسد في عملية الإخراج المسرحي، مبيناً أن الجسد يكاد يكون معطلاً في المسارح العربية، التي تعتمد فقط على الساق واليد، ولذلك لا بد من فتح أبواب وإضاءات جديدة، حيث إن الله سبحانه وتعالى خلقنا في أحسن تقويم وأكرمنا بهذا الجسد – الذكي جداً - وينبغي أن يُستغل بأفضل استغلال، ولا سيما أن المسرح هو الأرض الخصبة التي يتوفر بها المناخ المناسب لترجمة هذه اللغة.

وأوضح أن لغة الجسد لها بالغ الأهمية بالنسبة إلى أداء الممثل، والمقصود هنا ليس الأداء التعبيري أو الرقص، بل يعتمد ذلك على طبيعة العرض المسرحي، وليس بالضرورة أن يكون العرض من المدرسة الواقعية أو المدرسة الكلاسيكية، وإنما لا بد أن يكون للجسد روح حتى يمكننا توظيفه على خشبة المسرح بالشكل الصحيح. 

ووصف الرويعي الكويت بأنها بيئة خصبة للورش المسرحية، وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون هنالك إقبال على المشاركة والتعلّم وحب الأشياء الجديدة، مؤكداً أن العمل المسرحي لا ينتهي عند خبرة معينة، بل يحتاج دوماً إلى التمرّن واكتشاف أشياء جديدة لم تطأها قدم من قبل على الخشبة المسرحية. 

وعن أساسيات لغة الجسد للمبتدئين، اشتغل الرويعي في مستهل الورشة على اكتشاف طبيعة المشاركين، والمرجعيات المعرفية التي جاءوا منها، وذلك لتذليل مهام عمله أستاذاً في التعرف على نوعية المتدربين، بغية التعامل معهم بالأسلوب الذي يفضلونه، حتى تكون الورشة مؤثرة ومفيدة للجميع. 

ولفت إلى أن ردود الفعل عبر تعابير الوجه لا تدخل في التكوين الكلي للغة الجسد، وإنما هي تنحاز إلى الإيماءات أكثر، فعندما يتحرك الممثل فوق الخشبة وأمام هذا الفضاء المسرحي يتحوّل إلى كتلة، والمهم هو التعامل مع هذه الكتلة بطريقة جيدة وبشكلٍ خاص ومتوازن، هذا من ناحية الإخراج. أما من ناحية التمثيل، فلابد أن يستغل الممثل عقله في تحريك جسده، من خلال طريقة المشي، الوقوف، الجلوس، حركات اليدين والقدمين. 

وأوضح الرويعي أن هناك خلطاً لدى البعض بين الأداء الجسدي الذي يُقدّم في الفن الصامت، كأعمال شارلي شابلن ومستر بن، وبين الأداء التمثيلي للغة الجسد، فهذه اللغة تعد علماً من العلوم في حد ذاتها، وينبغي التعامل معها بشكلٍ احترافي لتوظيفها في الأعمال المسرحية، كون المسرح هو الحاضنة الحقيقية لهذا الجسد. 

وقدم الرويعي مجموعة من النصائح للمتدربين الجدد، منها احترام الجسد وفهمه بوعي كامل لأهميته العظيمة، بالإضافة إلى عدم استنزافه في أشياء لاتخدمه على الصعيد الفني والصحي والإنساني، وضرورة المحافظة عليه من خلال التمارين الرياضية، من مبدأ أن الجسم السليم في العقل السليم.