العدد 5606
الإثنين 19 فبراير 2024
banner
الموظف الأجنبي.. منبع السعادة لبعض رجال الأعمال
الإثنين 19 فبراير 2024

ما أسهل أن يتحدث بعض رجال الأعمال عن الشباب والخريجين ودرجة نجاحهم أو فشلهم في أدائهم أعمالهم، وتبني الأفكار المستحدثة من أجل الهدف النهائي وهو الأخذ بأيدي هؤلاء الشباب نحو حياة أفضل، لكن على أرض الواقع الأخبار والمعلومات غير دقيقة وتحمل طابع الدعاية والإعلان الذي يريد من خلاله بعض رجال الأعمال الخروج بصورة أصحاب البر والخير والاستثمار في الشباب البحريني وغيرها من القصص الكلاسيكية المستحدثة.
يريدون من الخريج الجامعي أن يتدرب أكثر من خمسة آلاف سنة، مملوءا بالحماس والنشاط، وأن يستوعب كل شيء لرفع مستوى الإنتاجية، وبعضهم يريد أن تكون قدراتهم خارقة على المستويات كافة عبر حضور دورات تدريبية أكثر من عدد شعر رأسه، أو خبرة خمس سنوات على الأقل ليصل إلى مستوى العمل في هذه المؤسسة أو تلك، يضعون أمامه شروطا تجعله ينفر ويضرب رأسه بالحائط، لا لشيء سوى لإلقاء اللوم عليه بأنه – أي الشاب البحريني الجامعي – لا يريد أن يتعلم ويتثقف ويستفيد من الدورات، ولهذا يتجهون إلى الخيار الأسهل وموضع التطبيق وهو توظيف الأجنبي وتفضيله على المواطن والإنفاق عليه، لعدة أسباب معروفة ومفهومة. 
بعض رجال الأعمال أشبه بالعاصفة التي تقذف سفنا وأشجارا، عندما يتعاملون مع الشباب البحريني الباحث عن العمل، وإلى جناح يحلق بعيدا بالأجنبي ويد تمسح جبهته بحنو لأنه سيكون منتجا حيويا وفعالا وبأجر أقل، ومن هنا يكون الموظف الأجنبي منبع الخير والسعادة والرفاهية لبعض رجال الأعمال بكل الأشكال والصور والتعابير. ومعظمهم يصور الشباب البحريني على أنه ساكن ثابت متجمد من الصعب تحريكه ودفعه إلى الأمام، أو التشكيك في قدراته وسر إبداعه.
المسألة واضحة، بعض رجال الأعمال يتفادون الدخول لقلب الحقيقة، لأنهم يخافون التغيير.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية