الذكاء الاصطناعي لا يتوقف و لا يمكن توقع ما هو آت، فبالأمس القريب تم الإعلان عن طرح برنامج جديد يستطيع أن ينتج لك مشاهد سينمائية عالية المستوى والوضوح من خلال كتابة الفكرة فقط! ياله من أمر مخيف! صناعة السينما التي تدر الملايين وتحتاج أيضا إلى الملايين للإنتاج، قد تحترق أو تنتهي إلى اللاعودة، فبرنامج بسيط كهذا لا يحتاج إلى عناء إتقان السيناريو أو كتابة المشاهد سيكون عاملا أساسيا في تلك الصناعة، وسيوفر الكثير على منتجي وصانعي الأفلام!
بارقة الأمل الوحيدة في كل ما تم ذكره، أن هذه الثورة التكنولوجية الكبيرة والتي للتو بدأت مازالت في مرحلة التجريب، ولابد أن مصممي برامج الذكاء الاصطناعي سيعملون جاهدين على زيادة فترة إنتاج المقاطع السينمائية التي لا تزيد عن دقيقة حاليا، ولذلك الحين الذي لا يبدو بعيدا، يجب العمل على الاستفادة من تلك النقلة النوعية المغايرة بدلا من إهمالها، فإهمال تلك الأمور يصعد من فعاليتها، بل يجعل من مواجهتها دربا من دروب الخيال، ويؤدي إلى اندثار ما كنا عليه بسبب الفجوة الكبيرة بين ما نعمل وبين ما نستقطب! ولنا في عدد كبير من الصناعات التي اندثرت مثالا على انتصار التكنولوجيا الكبير مهما حاول العاملون في تلك الصناعة مقاومة التغييرات التي تطرأ عليها، إلا أن التغيير لابد أن ينتصر في نهاية المطاف.
* كاتبة وأكاديمية بحرينية