العدد 5592
الإثنين 05 فبراير 2024
banner
المعلمون ليسوا كما تتصورون
الإثنين 05 فبراير 2024

الاتهامات التي توجه للمعلمين بين آونة وأخرى، والتي تنعتهم بالجهل وعدم الأهلية للنهوض بهذه الأمانة، وتقلل قيمتهم العلمية وعطاءهم، ليست جديدة، فأنا أتذكر أنه قبيل سنوات ليست بعيدة كان أحد المسؤولين بوزارة التربية والتعليم قد قال “إنّ المعلمين - ويقصد بالطبع - البحرينيين، ليست لديهم الدافعية نحو التحسين والتطوير، خصوصا القدامى منهم. وأضاف: ولهذا السبب فإنه من الطبيعي أن تلجأ الوزارة إلى توظيف الأجنبيّ!”، بالطبع مثل هذا القول بالغ القسوة يعد مخالفا للواقع تماما وظلما لا مثيل له بحق المعلم.
الذي ذكرني بالاتهام السابق ما تفوه به أحد أعضاء السلطة التشريعية في الجلسة الأخيرة للمجلس النيابيّ من كلام مستهجن يفتقد الدليل وبعيد جدا عن الواقع التربوي والتعليميّ، وكما جاء بالنص “المعلمين مو فاهمين المنهج!”، وحسنا فعل وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن مبارك جمعة عندما تصدى للعضو بالرد القاطع وإفحامه بالبراهين والحجج الدامغة بقوله إنّ جميع المعلمين الذين يتم توظيفهم إنما يأتي بناء على اختبارات وعمليات تقويم، وكان يجب على النائب توجيه الشكر والتقدير للمعلمين على جهودهم الكبيرة. ربما فات النائب الموقر أنّ المعلم البحرينيّ هو من يسعى ويلح على إلحاقه ببرامج التطوير والتحسين، ولا ندري إذا كان النائب على علم بأنّ عددا من المعلمين والمعلمات درسوا الماجستير والدكتوراه على حسابهم الخاص، ناهيك عن أنهم يلحون بإلحاقهم بالدورات التدريبية. وسؤالنا هنا إلى النائب أليس في هذا دلالة أكيدة على رغبة المعلم البحرينيّ في التطوير واكتساب المعرفة والخبرة؟ ويمكننا أن نسوق مثالا واحدا فقط على مدى جدية المعلم وهو الأداء المتميز للطلبة والطالبات في المسابقات المحلية والخليجية، أليس هذا ثمرة لما يتلقاه الطلاب من تدريس فعال ومتقن؟ غنيّ عن الذكر أنّ مهمة المعلم الأساسية بناء الأجيال وهذه “الصناعة” كان قد امتهنها الأنبياء والرسل لقداستها ونبلها، ومعلمونا اليوم ارتضوا النهوض بهذه المهمة المقدسة والأمانة التي ناءت بحملها الجبال، ومن هنا فإنّ السؤال ألا يستحق هؤلاء كلمة شكر قبال ما حملوا على عاتقهم؟.
* كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .