العدد 5582
الجمعة 26 يناير 2024
banner
مادام هناك فن عظيم.. سيظل دائما هناك مقلدون
الجمعة 26 يناير 2024

هل يجب أن تكون جميع أشكال الدراما تعالج ثيمات سياسية أو اجتماعية؟ هذا ما طرحته على أحد الأصدقاء النقاد في مهرجان المسرح العربي في بغداد، وأجاب عن ذلك بالنفي، ودليله أنه حتى أكثر الكتاب المسرحيين في عصرنا التزاما، دائما لا يحاول اقتراح أي علاج للمشكلات التي تصورها مسرحياته، فالتصوير في حد ذاته هو العلاج والغاية، ودخل علينا في الخط صديق آخر وهو من أعداء مسرح العبث، وقال إن مسرح العبث ليس دراميا وليس له شكل فني، لذلك من السهل تقليده. ورد الصديق الأول بأنه على العكس من ذلك، نجد أن أفضل أعمال العبث هي روائع في أحكام الشكل المسرحي، وكلما كان الكاتب حرا في تناول مادته المسرحية وطالما كانت هذه المادة لا تقيده، كان ميله إلى أحكام الشكل أكبر.
ومن ثم فإننا نجد في يونسكو وبيكيت وبنتر مثلا أن كل حركة وكل سكون له وظيفة حتمية في البناء، ويكون جزءا لا يتجزأ من النمط العام للشكل، وهنا يتفق الصديق الثاني مع غريمه على أن هذا النوع من الدراما من الممكن تقليده، لكن هذا أيضا يصدق على ابسن وساردو وبرخت وأي كاتب مسرحي آخر، فمادام هناك فن عظيم فسيظل دائما هناك مقلدون.
ويعتقد الصديق الأول أن الذي دفع الصديق الثاني إلى هذا الهجوم العنيف على مسرح العبث هو سخطه الشديد على مسرحية أحد المخرجين التي عرضت في المسار الأول في المهرجان.
ذلك هو المناخ الصحي الذي تميز به مهرجان المسرح العربي في دورته 14 التي استضافتها بغداد، نقاشات وإجابات عملية نافعة للأسئلة المطروحة، وعقلية محارب لكل طرف كلها تصب في مصلحة المسرح العربي بخصوصيته.
كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .