العدد 5579
الثلاثاء 23 يناير 2024
banner
محاذير انتقاد الأساطير
الثلاثاء 23 يناير 2024


تابعت مشدوهًا جدلاً ونقاشًا ساخنًا بين فريقين، أحدهما يهاجم وينتقد اللاعب محمد صلاح قائد المنتخب المصري لكرة القدم ويتهمه بالتخاذل والتهرب من المسؤولية خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية 2023 المقامة في كوت ديفوار، راغبًا في الأداء المبهر للاعب خلال مباريات فريق ليفربول الإنجليزي وما وصل إليه من مكانة وما يحققه من أرقام تهديفية قياسية، وفريق آخر مدافع بكل ما أوتي من قوة عن اللاعب ومكانته باعتباره أسطورة مصرية تصول وتجول في الملاعب الأوروبية وضمن أفضل خمسة لاعبين على مستوى العالم.
حقيقة جزء كبير من الفريق الأول المنتقد اتسم بالتطرف والحدة في النقد والابتعاد عن أصل القضية وهي أداء اللاعب وما يقدمه المنتخب إجمالا كفريق جماعي في مباريات البطولة، وهو ما أظهر هؤلاء وكأنهم يحاولون تصفية حسابات مع اللاعب وبمظهر الحاقد عليه وما وصل إليه. 
وحقيقة أيضًا الجزء الغالب من الفريق المدافع عن صلاح مدفوع بعواطفه تجاه اللاعب بشكل بدا فيه وكأن هناك مصالح بينهم، خصوصا أن هؤلاء تجاهلوا تقديم تفسير لتراجع المستوى الفني للاعب خلال مباريات المنتخب ولاسيما عند مقارنته بمبارياته مع ناديه الإنجليزي، وكذلك بالمردودات الأكثر إيجابية لمحترفين أفارقة آخرين أقل بكثير في المستوى من صلاح في الدوريات الأوروبية.
ما يحدث مع محمد صلاح في الساحة الكروية يحدث في ساحات ومهن أخرى مع أشخاص أبدعوا في مجال عملهم ووصلوا لمراتب عليا محلية وعالمية وبات لهم من الصيت والشهرة ما يدفع الكثير من الناس لوصفهم بالأساطير ولا يقبلون المساس بهم، ويكون انتقاد هؤلاء محفوفا بكثير من المخاطر والمحاذير، وعلى من يقدم على النقد وخاصة إن لم يتسم بالموضوعية في نقده أن يتحمل وابلاً من الردود والصفعات من قبل محبي ومؤيدي هؤلاء المشاهير، سواء كان ذلك طوعًا منهم أو بإيعاز من المشاهير الذين لا ينغمسون في الغالب في هذا الجدل حتى لا تتأثر صورتهم الناصعة لدى القطاع العريض من الجماهير.

كاتب مصري
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية