لم تنتهِ حكاية منتخبنا الوطني لكرة القدم في كأس آسيا، فمازال المشوار في بدايته، وتبقى أمامنا فرصة كفيلة بأن يعوض “الأحمر” من خلالها “الكبوة الكورية”، ويثبت لاعبونا لأنفسهم ولجماهيرهم أنهم قادرون على النهوض والتعافي من جراح الهزيمة، والعودة إلى الملعب مجددا بإصرار وعزيمة؛ للدفاع عن ألوان مملكة البحرين وتشريفها في المحفل القاري الكبير.
صفحة وقد طويت، وحان وقت التركيز على الهدف، وهو التأهل للدور الثاني، ولكن ليس عبر تقسيطه على دفعات، أو التفكير بالحظوظ والفرص التي يمكن تعويضها في الدور الثالث، حتى وإن كانت واردة ومنطقية، فنحن محكومون في نهاية المطاف بوقت محدد قوامه 180 دقيقة، مقسم على مباراتين، 90 دقيقة أمام منتخب ماليزيا الذي تلقى 4 أهداف نظيفة من الأردن، و90 دقيقة مع الأردن الذي أحرز 4 أهداف نظيفة على ماليزيا، وبالتالي فإنه بات من الواضح أن منتخبنا سيخوض مباراة التعويض أمام الحلقة الأضعف في هذه المجموعة وهي ماليزيا، وفي حالة الفوز سيضمن التأهل بغض النظر عن مباراته المقبل أمام الأردن القوي.
لقد شاءت القرعة أن تضع مباريات منتخبنا بهذا الترتيب، يواجه منتخب كوريا الجنوبية أولاً، وكان معلوما لدى الجهاز الفني هذا الأمر، حتى قبل مغادرة المنتخب إلى معسكره التحضيري في دبي، الذي سبق انطلاق البطولة الآسيوية بأيام، ورغم ذلك لم يكن ثمة شيء يضمن فوز منتخبنا في هذه المباراة الصعبة، سوى أن يتغلب على نفسه بأداء ومستوى استثنائي يمكن عبره فقط أن يوقف “الشمشون الكوري” القادم إلى قطر بطموح التتويج باللقب الضائع منذ أكثر من نصف قرن!
لا يوجد شيء مضمون في كرة القدم، ولكن ثمة معادلات واضحة للفريق الطامح في المنافسة، بعدم التهاون، وعدم تضيع الفرص، وحسم موقفه من التأهل للدور التالي دون أن يضع نفسه في دوامة الحسابات المعقدة، التي قد تتوه وتضيع في زمن لا يتعدى الـ 180 دقيقة!