العدد 5566
الأربعاء 10 يناير 2024
banner
فكر حماس
الأربعاء 10 يناير 2024


على خلاف ما كانت تأمل إسرائيل من حربها العنيفة والمنفلتة من كل قانون أو رادع إنساني ضد قطاع غزة من القضاء على أي وجود لحركة حماس، فإذ بها ـ دون قصد ـ تمنح الحركة حياة جديدة ووجودًا سياسيًا واستراتيجيًا كاد أن يختفي قبل شن هذه الحرب المتواصلة دون هوادة ورغم ما أحدثته من تدمير واسع النطاق ومن خسائر بشرية لم تشهد البشرية مثيلاً لها في تاريخها الحديث.
قل ما شئت عن قدرة الأسلحة الإسرائيلية الفتاكة والأشد تطورًا في التدمير وإحراق الأراضي وإسقاط المباني وقتل الأطفال والنساء، إلا أنها فشلت فشلاً ذريعًا في تحقيق هدفها الرئيسي والغاية التي جيشت من أجلها باستهداف حركة حماس أو تحرير الرهائن المحتجزين لديها، بل إنها أعطت لحماس شعبية محلية وإقليمية وعالمية كبيرة بأدائها العسكري الصلب والشجاع وتصديها ببسالة واحترافية لكثير من التوغلات الإسرائيلية، وبما كبدته لإسرائيل من خسائر كبيرة في الآليات والأرواح، وأدائها السياسي القادر على تحقيق أهدافه بتفاوضه مع مختلف الأطراف المعنية حول وقف إطلاق النار والرهائن والسجناء والأسرى، وعدم تفرقتها بين أبناء الشعب الفلسطيني، وبتعاملها الإنساني الذي نال إعجاب الرهائن الذين أفرجت عنهم قبل أن ينال إعجاب العالم ويضع إسرائيل في مقارنة مخزية لها في هذا الجانب الإنساني.
ولهذا، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في 4 يناير الجاري 2024 إن الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة لن تقضي على فكر حركة حماس.
وهو ما أكده قبله الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون بقوله "أعتقد أننا وصلنا لحظة تحتاج فيها إسرائيل لتحديد هدفها النهائي"، وإن كان "التدمير الكامل لحماس؟ ولو كان هذا، فالحرب ستستمر لعشرة أعوام".
وأكده أيضًا تحليل متخصص للكاتب زوران كوسوفيتش خلص إلى أن حماس حققت نجاحات أكثر من الإخفاقات، إذ إنها لا تزال على قيد الحياة سياسيا وعسكريا، وتحظى بدعم من فصائل مقاومة أخرى، واكتسبت شعبية في الضفة الغربية المحتلة.
حتى لو تمكنت إسرائيل من القضاء على عناصر حركة حماس، فإنها أحيت فكرتها "المقاومة" وأعادتها للحياة من جديد بعد محاولات جهيدة من أطراف عديدة لدفن هذه الفكرة.

كاتب مصري
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .