هذه هي نقطة التحول المحورية في تطور الذكاء الاصطناعي (AI) مع بزوغ عصر المساعدين الشخصيين المدعومين بالذكاء الاصطناعي، هذا التطور يمهد لتغييرات جذرية في حياتنا اليومية، حيث يتم تعزيز هذه الكيانات الذكية بأجهزة متطورة وبرمجيات معقدة متوافرة على الأجهزة المحمولة. هذا الابتكار يعد بتجاوز هذه الأنظمة لقدرات الإنسان في فهم الاحتياجات والتفضيلات الشخصية، مما يفتح آفاقًا جديدة حيث يصبح المساعد الشخصي بالذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من حياتنا.
 مع تعلم الآلة والقدرة على تشغيل التقنية على مستوى الهاتف المحمول، فالمساعدون الخاصون يتميزون بقدرتهم الفائقة على تحليل ومعالجة البيانات مع إدارة متكاملة وسرية لمعلوماتنا الشخصية في مجالات متعددة كالصحة، المالية، التخطيط للمواعيد والعلاقات العائلية. ميزة هذه الأنظمة الأساسية هي قدرتها على العمل بشكل مستقل عن الخدمات السحابية (وداعًا للسحابة؟)، مما يوفر خصوصية وأمانًا أعلى، هذا التشغيل المحلي للبيانات يحد من مخاطر الاختراق ويزيد من سرعة وكفاءة استجابات الذكاء الاصطناعي، تخيل سؤالك له: “كيف بإمكاني بناء منزل في عامين؟” كمثال بسيط!
 ومع هذه الخطوة التقنية الكبيرة، يجب أن نتساءل عن مدى استعدادنا لاستقبال هذا التغيير العميق في حياتنا، يطرح دمج الذكاء الاصطناعي في حياتنا الشخصية أسئلة مهمة حول الخصوصية والاعتماد على التكنولوجيا وكيفية تطور التفاعل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، هل ستحتاج العمل مع “سكرتير أو سكرتيرة”؟ الراحة والكفاءة التي يعد بها هذا التطور تتطلب منا توخي الحذر والتفاؤل وإعادة النظر لمعظم ما نسميه “عمل”. من الضروري أن ننظر إلى هذه التقنيات الجديدة برؤية متوازنة ومستنيرة، لضمان أن تكون الفائدة التكنولوجية في خدمتنا دون التضحية بقيمنا الأساسية، عصر المساعدين الخاص سوف ينقلنا نقلة نوعية غير طبيعية لنا كبشر، فهل نحن وأنتم مستعدون؟