العدد 5558
الثلاثاء 02 يناير 2024
banner
أصحاب السعادة.. السعداء بعامكم الجديد: Happy New Palestine
الثلاثاء 02 يناير 2024

“هابي نيو يير”، عبارة جوفاء تتردد على ألسن القوم هنا وهناك، وكأني بصفة السعادة (هابي) ملصقة بالعبارة قسرًا، دون أن يكون لمفهوم السعادة معنى حقيقي بهذه السنة!
“كل سنة وأنت طيب”.. “عامك سعيد”.. “ينعاد عليك”.. وغيرها الكثير من مصطلحات تزخر وتعجّ بها قواميس لغة الضاد، منها عبارات “أرض - أرض” بمعنى ارضى واقبل بواقعك، أو عبارات “جو - جو” بمعنى جاؤوا ووصلوا من أماكن احتفالاتهم بعامهم الجديد، وذلك طبعًا بعدما فقدت تلك المضادات مصداقيتها الميدانية فباتت مجرد عبارات كلامية اعتلاها الغبار والصدأ.
هل سألتم سعادتكم، إن كانت سعادتكم مقترنة بمجرد تبدل رقم السنة من 23 إلى 24؟! أم إنه يتعين علينا تكرار العبارات المعلبة والمغلفة في مثل هذا الوقت من كل عام، حتى وإن كنا نعلم وندرك تمام العلم والإدراك بأنها ليست سنة سعيدة بالمعنى الحقيقي للسعادة؟!
أنتم هنا تحتفلون بتاريخ يتبدل، وهم هناك يبدلون ويصنعون التاريخ.. ترى ما ذروة بهجتكم باحتفالات “رأس السنة”؟! هل ذروة انتشائكم تتحقق بمجرد رؤية فقاعات ملونة تتناثر في السماء شوية هتافات وقفز بالهواء لتبدأ بعدها ألعاب حفل سعادتكم، بينما على الجانب الآخر نشهد سيناريو شبيهًا.. قصف بذخائر تناثر شظايا ملونة صراخ وعويل الضحايا والمصابين حيث ألعاب الإبادة.
أصحاب السعادة السعداء بعامكم الجديد وعيشكم الرغيد ووضعكم البليد..
حتى وإن كانت سطوري هذه لكم مشاغبة، ولاحتفالاتكم مزعجة، فإني لن أسبح ضد تيار مشاعري المخنوقة بداخلي، ولن أجمّل واقعًا مريرًا أعيشه بغصة في كل لحظة حين تستباح البيوت وتدمر المستشفيات وتقصف المدارس وتهدم الجوامع بفلسطين السليبة، اعذروني لن أقدر على رسم بسمة على شفاهي المتجمدة من أهوال أحوال إخوتنا هناك.
ما قلتموه وما ترددونه وتلصقونه بالعام من أنه “هابي”، لا علاقة له البتة على أرض الواقع طالما هناك أيدي مجرمة تقتل وتسفك الدماء ثم تحتسي دم الأبرياء نخبًا.
في عالم اليوم المخبول، صرنا نشهد هناك من هم متمترسين في الخنادق، وبالمقابل نرى حولنا من هم معسكرين بالفنادق استعدادًا للطلقة الأولى من بهرجة وأهازيج احتفالاتهم الكبرى بتبدل تاريخ تقويمهم ودخول عامهم الجديد السعيد، لا أراهم الله مكروهًا في عزيز لديهم.
وفي مقابل لجوء المحتفلين، عربًا ومسلمين، إلى قاعات فنادق الخمس نجوم، يلجأ الفدائيون إلى خنادق الخمس نجوم من حيث تحصنها ومتانتها؛ ليصنعوا تبدل التاريخ وفق تقويمهم الثوري.
أيها المحتفلون المتغافلون وعلى الدندنات متمايلون، وفروا هداياكم هداكم الله، وبلغوا المدعو سانتا كلاوس أن يبدأ إجازة يجهز خلالها الهدايا والعطايا لأطفال فلسطين حين تتأكد رؤية هلال النصر في عام التحرير المنشود لتصح حينها عبارة “هبي فلسطين - حبي فلسطين”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .