العدد 5554
الجمعة 29 ديسمبر 2023
banner
تركيا وبريطانيا.. والبقية تأتي
الجمعة 29 ديسمبر 2023


تفاجأ الجميع بقرار الحكومة التركية إعفاء التأشيرة السياحية لكل من مواطني مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية وكندا. لاشك بأن هذا القرار أثلج صدور الجميع، وأنه سيشجع الكثير على السفر لها، خصوصا من العائلات متوسطة الدخل، علما أن رسوم التأشيرة كانت 78 دولارا ولمدة شهر فقط. 
في اعتقادي الشخصي أن الحكومة التركية أبلت بلاء حسنا وأصابت الهدف، حيث إن تركيا وكما يعرف الجميع تعاني من التضخم المرتفع وعملتها تتهاوى أمام صرف الدولار الأميركي، فبالرغم من جهود الحكومة الحثيثة والمضنية لاستعادة العافية والاستقرار الاقتصادي والمالي من خلال تنفيذ الكثير من الإصلاحات والمبادرات، إلا أنه مازال هناك الكثير من العمل الذي يجب إنجازه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالسياحة في تركيا تعتبر من أهم روافد الاقتصاد وتسهم بشكل كبير في دعم الميزانية العامة. إن عائدات السياحة في تركيا ارتفعت بنسبة 32.3 بالمئة على أساس سنوي في الربع الأول من العام الجاري، لتحافظ على الاتجاه القوي الذي عادت إليه العام الماضي، على الرغم من الزلازل المدمرة التي ضربت جنوب البلاد في فبراير المنصرم، فقد ارتفع عدد السياح الذين زاروا تركيا خلال الفترة من بداية يناير إلى نهاية نوفمبر من العام 2023 بنسبة 11.82 % مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، حسب بيان نشرته وزارة الثقافة والسياحة التركية، ما يشير إلى سير الأمور في اتجاه خطط الدولة لزيادة عدد السياح خلال العام الجاري والقادم. وأوضحت الوزارة أن تركيا استقبلت خلال الفترة المذكورة 52 مليونا و742 ألفا و526 زائرا. ووفقا للبيان، فإن من بين الزائرين 46 مليونا و725 ألفا و424 من جميع دول العالم، إضافة إلى 6 ملايين و17 ألفا و102 من المواطنين الأتراك المقيمين في الخارج، وقد بلغ عدد البحرينيين 57 ألف سائح، وهو عدد ليس قليلا بالنسبة لعدد سكان المملكة البالغ 1.5 مليون نسمة. 
وتصدّر الروس قائمة السياح الأجانب الأكثر زيارة لتركيا خلال الأشهر الـ 11 الأولى من العام الجاري، تلاهم الألمان في المرتبة الثانية، ثم مواطنو المملكة المتحدة في المرتبة الثالثة، ثم البلغار فالإيرانيون والعرب على التوالي.
يذكر أن عائدات تركيا من قطاع السياحة بلغت العام الماضي نحو 46.28 مليار دولار، وفق هيئة الإحصاء التركية.
وكانت وزارة الخزانة والمالية التركية قد وضعت هدف استقبال 60 مليون سائح أجنبي عام 2023، وزيادة عائدات السياحة إلى 56 مليار دولار خلال العام ذاته.
وتولي الحكومة التركية أهمية كبيرة لقطاع السياحة، وتعمل على تنميته باستمرار، إذ يعد أحد أهم القطاعات الاقتصادية ومصدرا مهما من مصادر الدخل القومي، ويتمتع القطاع ببنية تحتية قوية ومرافق سياحية وخدمات جعلته متقدما عالميا.
وبصفتي أحد المترددين كثيرا على تركيا، فقد شهدت على مدى السنوات الأربع الماضية زيادة كبيرة في الأسعار في جميع مناحي الحياة من عقارات ومشتريات وخدمات سياحية وتجارية وطبية واتصالات ومواصلات ومطاعم ومقاهي وغيرها، وفي المقابل كانت الليرة التركية منذ 4 سنوات تساوي 6 مقابل الدولار الأميركي، واليوم تساوي 29 ليرة. هذه الزيادة بلا شك مرتفعة جدا، وقد لاحظت الزيادة الملحوظة في الأسعار في كل شيء، خصوصا فيما يتعلق بالسوق العقارية.
كما ذكرت بأن الحكومة التركية تسعى جاهدة لجذب أكبر عدد من السياح من جميع دول العالم، وأن إعفاء دول الخليج من رسوم التأشيرة السياحية ما هو إلا جزء من تعزيز هذا الجانب الذي يعتبر عصب الاقتصاد التركي.
وحسب معلوماتي المتواضعة فإن الكثير من الدول بدأت في تشريع قوانين جديدة لتسهل عملية إصدار التأشيرات لدول العالم. خليجيا، دبي كانت الأولى في اتخاذ هذه الخطوة ونجحت بامتياز، مع الأخذ بعين الاعتبار الإجراءات الأمنية الصارمة، وذلك لضمان الأمن والأمان، إذ إنه لا يمكن تحقيق وخلق سياحة مزدهرة في غياب الأمن.
شاءت الصدف وأنا اكتب هذا المقال أن يصلني خبر عن إعلان المملكة المتحدة منح دول الخليج والمملكة الأردنية الهاشمية تأشيرات سياحية صالحة لعامين بقيمة 10 جنيهات أسترلينية! وتمنح هذه التأشيرة الإقامة فيها 6 شهور وتصدر في غضون 3 أيام، ويبدأ سريانها من 1 فبراير 2024.
وأنا على يقين بأن دول الاتحاد الأوروبي ستتخذ قرارا مماثلا للمملكة المتحدة عاجلا أم آجلاً، وذلك لمنح تأشيرة الشينغن. فمثل هذه الإجراءات الجديدة كما ذكرت ستنعش اقتصاد دولهم بشكل كبير وتحل الكثير من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها الدول في العالم كله. 
وأدعو من هذا المنبر الحكومات الخليجية لاتخاذ خطوات جادة وسريعة لتسهيل الإجراءات والقوانين الحالية التي يمكن اتخاذها لتشجيع السياح ورجال الأعمال لاستقطاب رؤوس الأموال.
متمنياً أن يكون عام 2024 عاما مليئا بالتوفيق والازدهار والاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي لجميع دول العالم لتنعم شعوبها بالخير والسعادة والسلام. وكل عام والجميع بألف خير.

كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية