العدد 5550
الإثنين 25 ديسمبر 2023
banner
نصيحة لكل أب
الإثنين 25 ديسمبر 2023

الرجولة تبدأ باحترام الزوجة والوفاء لها، والرجولة تبدأ بالخوف من الله في الأولاد، وعدم ظلمهم بظلم أمهم، وعدم كسر خاطرها في الدخول بقرارات أسرية، واقتصادية، ومعيشية خاطئة، ومتسرّعة، تكون فيها العائلة هي المتضرر الأول، وهي من يدفع ضريبة قرارات أب ساذج، لا يفكّر إلا بنفسه.
ومع أن الحياة تغيّرت، وأصبحت أكثر وضوحًا من قبل، في ظل ظهور المنصات الإعلامية، وتطور محركات الشبكة العنكبوتية، إلا أن بعض أرباب الأسر، ما يزالون يعيشون بفكر ظلامي، منعزل عن الواقع اليومي للحياة الجديدة، ولا يقرب هامشها قيد أنملة.
هذا الواقع، أساسه تهميش أفراد الأسرة، وإلغاء شخصياتهم، واحدًا تلو الآخر، فلا نقاش معهم، ولا حوار، ولا صداقة، بخلاف شخصية الأب في بيئة العمل، حيث يكون الناصح، والمحب، والذي يخاف على الجميع، ويتمنى لهم أفضل سبل الحياة، وأحسنها.
تخاذل بعض الآباء، في مصادقة زوجاتهم، وأولادهم، وتقمّصهم شخصيات عنترية، عنيدة، تخالف حقيقتهم بخارج البيت، هو من علامات التخاذل، والضعف، والسذاجة في عدم أخذه قرارات حاسمة، كربّان للأسرة، وصانع لمستقبلها. 
ولذلك كله، تبدأ العديد من الأسر في الدخول بسلسلة من الصراعات العائلية التي لا أول لها ولا آخر، نتاجها الأخير هو بحث كل فرد بها، عن الشخص المناسب خارج البيت، لكي ينصت، ويتفهّم، ويقدّم رأيًا لا محاباة فيه، ولا نفاق.
قلتها من قبل وأعيدها، إن بقاء الأسرة واستمرارها، رهين بحكمة الأب، وصبره، وتصبّره، وبسياسة النفس الطويل التي لا يقدر عليها أحد إلا هو، أما خلاف ذلك، فهو مضيعة للوقت، وهدر ليوميات الأسر في ما لا طائلة له به، وتحطيم لبقائها.
آخر الكلام 
حضرت قبل أيام عزاء المرحومة بإذن الله دانة عبدالله السعد، ولقد كان لافتًا جمع الحضور الضخم من المعزين، الذي استمر على مدى ثلاثة أيام بلا انقطاع، ومن جميع مناطق البحرين، بصورة تعكس رحمة الله عزّ وجلّ بالفقيدة لأن يكتب لها الأجر بدعاء الناس، واستذكارهم لها، وبالسمعة الطيبة لعائلتي السعد وسيادي، والذين يرتبطون فيما بينهما بالنسب، هذه السمعة الطيبة هي “الباقيات الصالحات”، وهي النافعة الآن، وبعد، ودمتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .