يعد العمل والإنتاج أحد أبواب الرزق في حياة الإنسان، حيث تتعدد الأهداف التي تجعل الفرد يبحث عن عمل ويتمسك به، وذلك أن العمل يأتي كتأمين للحياة المادية سواء للفرد نفسه أو لعائلته، كما يعد العمل محطة لتنمية الذات واستثمار الخبرات وخلق شبكات التواصل مع الأفراد والمجتمع، أن تكون منتجا ومنجزا يعني أنك تعيش لغايات وأهداف. 
إن عملية التوازن في أداء المهمات المهنية وأداء المهمات في الحياة من الأمور المهمة التي تساعد الفرد على النمو والتطور الوظيفي بصورة سوية، حيث إن تغليب كفة على أخرى يحدث خلل الشخصية، خصوصا إذا أدمن الفرد عمله بصورة مبالغة وأهمل الجانب النفسي، تعد ظاهرة إدمان العمل إحدى الظواهر التي يعاني منها بعض الأفراد، ويشير مصطلح إدمان العمل إلى عدد من التعاريف ومنها (الشخص الذي يعمل بشكل إلزامي، في حين أن المصطلح عموما يعني الأشخاص الذين يتمتعون بعملهم أو ببساطة الذين يشعرون بأنهم مضطرون للقيام بذلك حتى بدون تكليف)، بينما قد يكون الأشخاص غير القادرين على وضع خط فاصل بين العمل وحياتهم الشخصية يدخلون ضمن دائرة المدمنين، أولئك الذين يهلكون أنفسهم في العمل حتى ساعات متأخرة مع فقدان القدرة على التنظيم وتخطي الاحترافية، وذلك بسبب شعورهم الداخلي الذي يلح عليهم لأن يكونون مشغولين طوال الوقت حتى إن كانت المهمات لا تعنيهم.
إن الذين يعانون من إدمان العمل لا يستطيعون العمل ضمن الفريق الواحد، بل يفضلون العمل الفردي، وتظهر لديهم سمات حب السيطرة والتدخل في شؤون الموظفين والرغبة في الظهور بصورة غير عادلة، كما أنهم يعانون من التوتر والوساوس بصورة مستمرة، وفي الغالب لا يستمعون للنصيحة إلا بعد شعورهم بالهلاك المدمر الذي يتطلب تدخلا علاجيا نفسيا.

كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية