العدد 5538
الأربعاء 13 ديسمبر 2023
banner
دور وسائل التواصل الاجتماعي في التوعية والتثقيف
الأربعاء 13 ديسمبر 2023

مع التطورات الحاصلة والمتسارعة في تكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الضروري تهيئة بيئة عمل متكاملة لمواكبة هذه المستجدات والتطورات التي هي سريعة كالبرق، ولا نستطيع مجاراتها، بل وتتطلب من الجميع سرعة اتخاذ قرارات عملية في مجال العمل الحكومي والخاص.
استوقفتني فكرة أتمنى أن تكون جديرة بالاهتمام من قبل المسؤولين، الفكرة تكمن في التوظيف والاستخدام الأمثل لهذه التقنيات الحديثة والتطبيقات الذكية في عمل البرامج التوعوية والتثقيفية في جميع مناحي الحياة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وجعلها مفيدة وتعود بالنفع على العباد، فنحن بأمس الحاجة إلى الارتقاء بسلوكياتنا وممارساتنا وأخلاقياتنا، وكما يعلم الجميع بأن هذه الحسابات تتابعها أعداد كبيرة، خصوصا من فئة الشباب. القطاع الخاص من بنوك وشركات ومؤسسات مالية وتجارية أدركت ذلك جيداً، وسرعان ما جندت فرقا خاصة لإدارة هذه الحسابات من خلال توظيف مختصين في هذا المجال الذي يعمل لدائرة التسويق، فهذه المؤسسات نجحت في تسويق منتجاتها بشكل كبير بسبب مواكبتها هذه التطورات من خلال الاستعانة بأحدث التقنيات لتسويق أعمالها.
في المقابل، نرى بطئا من بعض الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية في استغلال هذه الموارد، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، فإن بعض الوزارات والهيئات المختصة عليها عبء كبير في ترجمة أعمالها وخدماتها عبر هذه التطبيقات التي أراها من وجهة نظري فعالة وتحقق الهدف المرجو، فتوعية وتثقيف الجمهور مسؤولية جميع الجهات الحكومية، في زمن أصبح الجمهور يتابع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير ومستمر، بل بإدمان، وابتعد كثيرا عن متابعة البرامج التلفزيونية والإذاعية، فمن وجهة نظري المتواضعة إن تأثير هذه البرامج التثقيفية كبير وفعال، بل يكون مفعوله كالسحر. لقد أصبحنا بأمس الحاجة لبرامج توعوية في الأخلاق والذوق العام والإتيكيت في الملبس والمأكل والمشرب، والوفاء والإخلاص، وظاهرة التدخين، والاستخدام الخاطئ للهواتف النقالة في المنزل والعمل وأثناء السياقة، واحترام قواعد وقوانين المرور، وغيرها من السلوكيات الخاطئة في مجتمعنا البحريني.
يجب استغلال مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي ليس في مجال التسويق للأعمال التجارية فحسب، بل في نشر الوعي لدى المواطنين والمقيمين وبلغات مختلفة، وذلك لضمان حصولنا على النتائج المأمولة. 
هناك إجماع عام بأننا نعاني من الكثير من التصرفات والسلوكيات السيئة في مجتمعنا في جميع مناحي الحياة، فإذا تركنا هذا الأمر المهم بدون وضع آلية أو استراتيجية واضحة المعالم لسبل الوقاية أو التحكم بها فإن على مجتمعنا السلام، والأجيال القادمة أيضا!
فالقوانين والمخالفات والتشريعات الموضوعة ليست كافية لوحدها، فمن المهم أنها تعمل مع التوعية المستمرة والتربية في المنزل والمدرسة بشكل مستمر، فهي أساس النجاح للتصدي لهذه الظاهرة، فالكل يعلم تماما أن مناهج التربية في مدارسنا تفتقد هذه القيم التربوية التي يجب أن تدرس من مرحلة الحضانة وتستمر حتى مرحلة المراهقة.
رجائي ثم رجائي أن يؤخذ هذا الموضوع على محمل الجد وذلك لما فيه من خير وصلاح لمجتمعنا البحريني. 

كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .