بعد مرور أكثر من شهرين نشاهد من جديد أن القيم الغربية ما هي إلا صنم تمر يعظم الدول الغربية في الأوقات التي تحتاج، فإذا جاعت تحوّل الإله الذي عبدته سنوات إلى طعام تأكله بنهم، فالقدسية التي أَضْفَتْها على صنم التمر ليعبده الجميع، إنما كان بغرض الضغط على دول أخرى لتنفيذ أجندتها وسياستها، فتفرض العقوبات، وتصدر حزمة شاملة من أفواه المتحدثين، وسلسلة تصريحات وبضرورة تقديس صنم التمر، وقد تدرج ضمن ذلك القيم والأسس المنحطة كالشذوذ وغيره من القيم الفاسدة المناقضة لديننا وقيمنا، وتُوَلِّد باستعلاء تقارير سنوية لوزارة خارجيتها، وتصنف مختلف دول العالم إلى دول خير ودول شر، وتبتكر مثلثات ومحاور شريرة، تُوجِبُ إزالتها لمعارضتها قيم صنم التمر، بحجة تمدنها وضرورتها لحماية إنسانية البشر بجانب القيم الأخلاقية والاجتماعية والإنسانية، كل ذلك عبر سياسة العصا والجزرة، لكن عند قيامها هي أو حليفتُها الكبرى التاريخية المدللة في المنطقة بمصادمة قيم صنم التمر، يتم نسف كل هذه القيم، بتوفير الدعم المطلق والمساندة في مختلف المجالات من إمدادات عسكرية وسياسية وغيرها.
الغريب أن أحد متحدثي هذه الدول قال إنهم أكبر الداعمين لقطاع غزة قبل أيام، وطلب من الصحافيين الحاضرين ذلك المؤتمر الصحافي ذكر دولة تدعم غزة أكثر من دولته! وبعد ساعات قامت نفس هذه الدولة بالتصويت واستخدام حق الفيتو لمنع قرار هدنة إنسانية عاجلة في غزة، كانت كفيلة بوقف المجازر المستمرة في قطاع غزة ضد الأطفال والنساء والشيوخ، ولاحظوا أننا نتحدث عن مجازر ضد الأطفال.. إنه صنم التمر يا سادة.
“بينوكيو” - شخصية القصة الشهيرة - كان كلَّما قال كذبا، طال أنفه، فتخيل لو كان أنف “بينوكيو” مثبتا في وجوه مثل هؤلاء المسؤولين الغربيين ممن يطلقون هذه التصريحات المليئة بالكذب الفاحش، لجاوزت أنوفهم القمر.
كاتب بحريني