العدد 5522
الإثنين 27 نوفمبر 2023
banner
المعلم بين مطرقة الإدارة وسندان الوزارة
الإثنين 27 نوفمبر 2023

ثمة مقولة بالغة الأهمية والدلالة للراحل الدكتور غازي القصيبي تقول “رأيت بعيني كيف تنام المدرسة مع المدير الكسول، وتستيقظ مع المدير الحيّ، وتبقى معلقة مع المدير بالإنابة”، والذي ذكرني بالمقولة السالفة ما دأبت عليه الإدارات المدرسية من انتهاجها أساليب معيقة للتطوير الإداري والتعليمي بمدارسها. هذه الإدارات ولبالغ الأسف تتجسد على هيئة (غول إداري) إذا صح التعبير، ومثل هؤلاء المديرين يستحيل في ضوء أساليبهم إحداث أية نقلة تطويرية كونهم يفتقرون إلى الديناميكية في التعامل، والتي تعد شرطاً أساساً للتطوير.
وإلا ما الذّي يمكن أن نتوقع من قائد مؤسسة تربوية ونعني هنا المدرسة، إذا كان مفهومه للإدارة تطبيق القرارات الإدارية بحرفيتها؟ ومن هنا فإننا نتمنى من وزارة التربية والتعليم إعادة النظر في المعايير التي على ضوئها يتم اختيار الهيئات الإدارية، ولا نشك بأنها مدركة تماماً. فهناك من هم في موقع القيادة الإدارية للمدرسة ويغفلون الجانب الإنسانيّ لزملائهم “المعلمين”، ما يفضي إلى تحول العملية التعليمية إلى شد وجذب في أغلب الأحيان بين الإدارة من جهة والمعلمين من الجهة الأخرى، والخاسر الأكبر من هذا الصراع هم الطلبة بالتأكيد. المفارقة هنا أنّ جميع من هم في موقع الإدارات المدرسية كانوا معلمين في الأصل ولابد أنهم تعرضوا إلى مواقف إدارية جانبها الصواب، وبدلاً من العمل على انتهاج أساليب إدارية تتصف بالموضوعية والمرونة، فالمؤسف أن نجدهم يكررون ذات الأساليب العقيمة!
إنّ المعلم البحرينيّ وبخلاف ما كان يروج له البعض من كونه يرفض التطوير كما صرّح بهذا أحد المسؤولين التربويين قبيل سنوات بقوله “إنّ الوزارة نظمت برامج إعادة تأهيل للمعلمين لرفع كفاءتهم لكن المعلمين يرفضون التطوير”! والأدهى قوله “إنه لا يوجد لديهم الدافع نحو التحسن والتطوير خصوصاً المعلمين القدماء”. وبصرف النظر عن أن ما جاء في التصريح ينافي الواقع، فالسؤال هنا أما كان الأجدر من وزارة التربية والتعليم خلق الحوافز المشجعة وإتاحة الظروف الملائمة للمعلمين للانخراط في تلك البرامج؟ فالذّي نحن متأكدون منه أنّ المعلمين هم من يسعون للدراسة والتطوير، والوزارة على علم بأنّ عدداً منهم درسوا وعلى حسابهم الخاص.
* كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية