العدد 5499
السبت 04 نوفمبر 2023
banner
النواب الصامتون
السبت 04 نوفمبر 2023

بعد مضي جلسات تتبعها جلسات لمجلس النواب الحالي أصبح وأمسى قطاع عريض من شعب البحرين يتساءلون عن أداء نوابهم، وتحديدا عن استمرار حالة الصمت الرهيب في كل جلسات المجلس وأثناء انعقاد اجتماعات اللجان البرلمانية المختلفة وعدم مشاركتهم لا في التشريع ولا الرقابة ولا المقترحات ولا المداخلات والأسئلة للوزراء، “مول مول ناشفة”، النواب الصامتون أولئك نرصدهم يعيشون في معزل عن دورهم البرلماني، ومع ذلك مبتعدين عن قضايا ناخبيهم، رافعين شعار “خلك مع الساس عن عوار الراس”، ما يعني أن الحضور أو الغياب سيّان... “إن ياو ياو، وإن ما ياو ما ياو”.


ولنكن أكثر دقة، في حديثنا هذا نستثني منهم القلة القليلة من النواب الذين لا يتعدى عددهم ربع أعضاء المجلس الحالي من مختلف الكتل النيابية والمستقلين، حتى هؤلاء دون ذكر أسمائهم إلى هذه اللحظة لا يرتقون لتطلعات وطموحات واحتياجات ناخبيهم، ولم نرَ منهم إلا المقترحات المكررة وغالبيتها من الصعب الموافقة عليها، والأمثلة أمامنا كثيرة والمراقب للشأن البرلماني يدرك ذلك، ودائماً ما يطرحون أموراً وأشياء وقضايا هامشية ليست من صميم عمل واختصاص النواب، وفوق ذلك سبق طرحها خلال المجالس السابقة وتم رفضها سواء من تلك المجالس النيابية نفسها أو من السلطة التنفيذية.


بهذا الأداء الضعيف لأعضاء هذا المجلس الماثل أمامنا تترك الملفات الرئيسية التي تهم الشعب وتهمل القضايا المهمة التي ينتظر حلها، وهي كثيرة، وبهذا الوضع المؤلم يمر الوقت وتنتهي مدة المجلس الحالي ويأتي آخر جديد، وهكذا دوليك.


أمانة وللتاريخ ودون تردد نقول إن السواد الأعظم من الناخبين غير راضين البتة عن ما يحصل فيه من إخفاقات وضعف، وبذلك “صاخ بهم المرار” ويريدون أن تنتهي مدته بأسرع وقت ممكن.


في الآن نفسه ولله الحمد والمنة، لدينا في المملكة قيادتنا حفظها الله، هي التي دائماً ما تسعى لتحقيق تطلعات مواطنيها، وتهتم بهم وتراعي مختلف ظروفهم وتلبي احتياجاتهم، وهذا بحد ذاته يكفينا صبراً وفخراً. وعساكم عالقوة.


* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية