لا شك أن فوز المملكة العربية السعودية بتنظيم كأس العالم 2034 يعد إنجازًا كبيرًا وتاريخيًّا للمملكة التي فرضت نفسها كمضيف مطلق للبطولة الأهم في عالم كرة القدم دون أية مواجهة أو منافسة من أحد!

لقد قامت السعودية بجهود كبيرة في دعم رياضة كرة القدم والاستثمار في بنية تحتية متميزة لتأكيد استحقاقها لتنظيم هذا الحدث العالمي الذي سيكون استثنائيًّا بكل المقاييس بعد 10 سنوات من الآن، والمتوقع أن تشهد الفترة القادمة عملًا وتحركات مفعمة بالنشاط والحيوية لتجهيز مسرح التنافس الكروي الساحر في بلد يعشق كرة القدم وربما يتنفسها أيضًا.

 إن فوز السعودية بحق استضافة مونديال 2034، جاء نتاج الجهود المتواصلة للأندية والمنتخبات والمسؤولين الكرويين في المملكة على مدار العقود الماضية في تنمية كرة القدم وتطورها، فقد قامت المملكة ببناء اسمها في عالم الرياضة وتحقيق نجاحات مهمة، بما في ذلك الفوز ببطولة كأس آسيا بشكل متكرر ووصولها إلى بطولة كأس العالم عدة مرات، فضلًا عن تفوق أنديتها على مستوى القارة وبروز دوري “روشن” كإحدى المسابقات المهمة على مستوى المنطقة يستقطب نجوم كرة القدم في العالم.

وتتمتّع السعودية بمزايا عديدة تؤهلها لاستضافة كأس العالم بصورة مدهشة، فهي بلد يتمتع بثقافة رياضية غنية، ويشتهر الجمهور الكروي بحماسه وشغفه الكبيرين تجاه اللعبة، وهو ما يمثل العنصر الأساسي لنجاح أي بطولة، كما أن البنية التحتية المتقدمة للمنشآت الرياضية في البلاد والتي تعتبر من بين أفضلها في المنطقة، تعكس التزام السعودية بتطوير الرياضة وتوفير بيئة مناسبة للمنتخبات العالمية وجماهير الساحرة المجنونة.

بالإضافة إلى ذلك، تمتلك السعودية معرفة وخبرة كبيرة في تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى، فقد استضافت العديد من البطولات الدولية بنجاح، مثل كأس الأمم الآسيوية، وكأس العرب للأندية، ودوري أبطال آسيا وغيرها الكثير، ومن المؤكد أن هذه الخبرة في تنظيم الأحداث الرياضية تجعل السعودية قادرة على تقديم تجربة رائعة للمشجعين والمشاركين من جميع أنحاء العالم.

ويعتبر فوز السعودية بتنظيم كأس العالم 2034 أيضًا فرصة للنمو الاقتصادي والسياحي في المملكة، وسوف يعزّز هذا الحدث الكبير السياحة والاستثمار وسبل العيش في البلاد وسيسمح لجماهير المنتخبات العالمية بالاستمتاع بتجربة حضور بطولة كأس العالم في جو ساحر ومثير للدهشة.

في الختام، يعكس فوز السعودية بتنظيم كأس العالم 2034 تطورًا كبيرًا واستعادة للمجد الكروي السعودي، وسيكون هذا الحدث العالمي مكافأة للمملكة على عملها الجاد والمجتهد لتحقيق هذا الحلم الكبير، ليكون مناسبة لإظهار الهوية والثقافة والضيافة السعودية العربية والإسلامية للعالم، كما سيعزّز من وجود السعودية كقوة رياضية عالمية ومثال للتميز في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.