العدد 5479
الأحد 15 أكتوبر 2023
banner
“عيش” اللحظة مع “البلاد”!!
الأحد 15 أكتوبر 2023

مرت الآن خمسة عشر عامًا على صدور صحيفة البلاد، الصحيفة التي أعتز بوجودي فيها كرئيس للقسم الرياضي منذ التأسيس، وأشعر بالفخر والامتنان كوني جزءًا من هذه الرحلة المليئة بالأحداث المهمة والمحطات المدهشة.    
لعل القارئ العزيز لا يعرف أن “البلاد” صدرت للمرة الأولى في 15 أكتوبر من عام 2008 من مقرها بمنطقة المعامير في جزيرة سترة، قبل أن تنتقل إلى ضاحية السيف، وحالياً يقع مقرها في مدينة زايد، وهذا دليل على أن الصحيفة عايشت محطات مهمة في مراحل نموها وتطورها المهني والذي يتجلى في تألقها وتفاني أسرة تحريرها وإدارتها الحكيمة لتحقيق النجاح والتأثير الايجابي بمسيرة التقدم والتطور في مجال الصحافة والإعلام في مملكة البحرين.    
لكن هذه الجولة المثيرة بين المناطق التي مكثنا فيها لسنوات، ساعدتني على اكتشاف التنوع الموجود في مملكة البحرين والذي تفاعلنا معه أنا وزملائي بشكل يومي ابتداءً من خروجنا من المنزل لغاية وصولنا إلى مقر الصحيفة، وترددنا المتكرر على المطاعم والمحلات القريبة من مقر الصحيفة ومعايشتنا لأحداث شهدتها هذه المناطق خلال فترة تواجد مقرات الصحيفة فيها، ولعل زملائي منذ أيام التأسيس يتذكرون تلك الأحداث التي لم نكن لنراها لولا الجغرافيا!    
لكننا اليوم في عصر التكنولوجيا التي ألغت الجغرافيا، ولكم ان تتخيلوا حجم التغييرات التي حدثت في الـ 15 عاماً الماضية على جميع المستويات في الحياة عموماً بسبب التكنولوجيا، ولكنني قبل ذلك ساستعرض لكم مثالاً واقعيًّا كنا نعيشه بشكل يومي قبل أن تظهر تطبيقات الطلب من المطاعم على الهواتف الذكية، فقد كانت الخيارات محدودة فهي إما الاتصال أو التوجه الشخصي، ولم نكن نطلب من المطعام البعيدة لأنها ترفض خدمتنا كما لا يستحق الأمر تكبد عناء التوجه إليها بسبب الازدحام المروري، لذلك كنا نلجأ إلى المطاعم القريبة من مقرات الصحيفة اختصارا للوقت والجهد، وهذا ما جعلنا نتعرف أكثر على “دهاليز” تلك المناطق، سواء في جزيرة سترة أو ضاحية السيف التي انتقلنا لها عام 2012.
أما الآن، فأنا أكتب هذا المقال من مقر صحيفة “البلاد” في مدينة زايد، التي استقرينا فيها منذ العام 2014، وأطمئنكم، يمكنني أن أطلب “عيش” من مطعم يقع في سترة أو ضاحية السيف أو المحرق أو الرفاع، وأحتاج إلى انتظاره أقل من ساعة ليصل في الموعد المحدد على التطبيق في هاتفي الذكي، وهنا يا سادة تكمن الحكاية برمتها، فما وصلنا إليه من تطور في عالم التكنولوجيا، هو انعكاس لما تعيشه جريدة “البلاد”، فقد كانت تعتمد في السابق على توصيل النسخ الورقية على القراء وما زالت، ولكنها بذات الوقت تشهد ثورة تكنولوجية على مستوى الاتصال والتواصل، ويمكنها الوصول إلى قراءها ومتابيعها في جميع أنحاء البحرين، وفي مختلف بقاع العالم، من خلال موقع البلاد الإلكتروني ومنصاتها الرقمية في تويتر وإنستغرام ويوتيوب.         
ختاما، هذا الجانب يوضح لك عزيزي القارئ مدى التقدم المستمر الذي تعيشه الصحافة والإعلام على مستوى التكنولوجيا، فقد أتاح لنا هذا التطور القدرة على القيام بكل شيء عبر هواتفنا الذكية، التي من خلالها نستطيع قراءة هذا المقال ونـ “عيش” اللحظة مع “البلاد”!     

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .