مصداقية الغرب بدأت تخبو والصداقة تضمحل بكل قوانين الطبيعة، وقد ولت الأيام السعيدة ولم تبق الآن سوى المكائد والدسائس والخيانة والتآمر المهلك على المجتمعات العربية، وتخريب حضارتنا وتصفية ثقافتنا بشتى الطرق والعمل بشكل واضح على اقتلاع الأمن والاستقرار، ولعل الانحياز التام إلى ما تفعله إسرائيل في غزة أكبر دليل على فقد التوازن واحتلال الكذب والتآمر على العرب وأشرس حملة على الإسلام.

إن الازدواجية في خط سير الغرب والمزايا الدرامية البحتة مرجعها استهداف العرب والمسلمين على جميع المستويات، فلا يستطيعون تجاوز سلبيات أسلافهم لأنهم يسيرون على نفس الاتجاه وتشريعهم واحد، انحراف ونفاق وتحريف المواضيع وخطابات مفتوحة ضد القضايا العربية، وتلطخ أيادي المسؤولين فيها بالأقذار، فبالرغم من صور البؤس والعذاب في غزة، لا يتحرك فيهم ضمير، وكأن فوقهم قوة شريرة جبارة تعمي عيونهم عن التفريق بين الخير والشر وبين الأنانية والإيثار.

جرائم كثيرة ملونة بالتمييز العنصري، ويتحدثون عن حقوق الإنسان والتحضر والديمقراطية، والمضحك في الأمر أن رؤساءهم يتكلمون باسم الإنسانية وفروعها المتعددة في الأمم المتحدة، مع أنهم أصحاب امتيازات في محرقة الأخلاق والقيم بكل الأنماط الحديثة. فرحون بقفصهم الذهبي “حق الفيتو”، لكي لا يلتفتون يمنة ولا يسرى، وأية دعوة لوقف قتل المدنيين الأبرياء تأخذ مئات الأجراس بالرنين المتواصل دفعة واحدة، وعلى أصوات الأجراس يظهر المجرمون مسلحين ويحيطون بالأبرياء وتقفل الستارة!

لقد خلق الناس ليعيشوا ويختاروا أفعالهم بكل وعي وحرية، لا أن تفرض عليهم هذه الأفعال التي يقومون بها من قبل قوى خارجية تسيرهم حسب مشيئتها وتقودهم إلى نهاية غير منطقية بالقياس إلى شرعية وحق الإنسان في الاستمرار في الحياة، لكن أثبت الغرب أنه بعيد عن هذه القاعدة لأنه باختصار غير بشري!

* كاتب بحريني