“وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”، استيقظت البحرين يوم الثلاثاء على نبأ استشهاد وإصابة عدد من أبنائها البررة الذين طالتهم يد الغدر الآثمة للحوثي وهم يقومون بواجبهم في الدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية الشقيقة.
ولا نقول في هذه المناسبة إلا ما يرضي ربنا “إنا لله وإنا إليه راجعون”، لكننا في الوقت نفسه نقبل رؤوس وأيادي أمهات وآباء وذوي الشهداء الأبرار، ونقول لأم الشهيد جففي دموعك يا أم البطل الذي قدم أغلى ما يملك فداء للوطن، ونقول لها الكل سيموت لكن هناك فرق كبير بين موت في سبيل الوطن والشرف، وبين موت لأي سبب آخر، فالشهادة دفاعا عن الوطن مرتبة عظيمة، والشهداء لهم الفضل والتكريم عند الله وعند الوطن، فهم عند ربهم أحياء يرزقون، وعند الوطن تخلد أسماؤهم على صفحات التاريخ، لأن دماءهم المداد الأحمر الذي تدون به أغلى صفحات المجد والفخر.
وفي هذه المناسبة الوطنية التي ظهر فيها التضامن والتكاتف بين جميع أبناء البحرين الذين عبروا عن حزنهم وتنديدهم بيد الغدر الحوثية التي خانت الهدنة الجارية ووجهت رصاصها الغادر إلى أبناء البحرين الأوفياء.. في هذه المناسبة نعزي أنفسنا جميعا، ونعزي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء، ولجميع رجال قوة دفاع البحرين الأوفياء من الجندي إلى المشير، نشد على أيديهم ونقول لهم جميعا إن مهمتكم النبيلة في الدفاع عن مقدرات الوطن وأمنه وسلامته تحتم عليكم التضحية وتقديم الشهداء عندما يتطلب الأمر، فهذا هو قدر حراس الوطن الأبطال الذين ينذرون أنفسهم للدفاع عنه بكل ما يملكون.
* كاتبة وأكاديمية بحرينية