كما نسمع ونشاهد اليوم يجري الحديث في الأوساط التركية عن حملة أمنية تجريها السلطات التركية ضد المحرضين والممولين للحملات العنصرية التي لم تعد قضية فردية، بل باتت ظاهرة مقلقة أثرت على السياحة وكبدت تركيا خسائر وسط أزمتها الاقتصادية، فمع الأسف نجح هؤلاء في ضرب السياحة التركية، وقد كشفت وسائل الإعلام المحلية وفق إحصاءات غير رسمية أن العنصرية المُتفاقمة ضد العرب كبدت البلاد خسائر بنحو مليار دولار خلال الشهرين الأخيرين، كما أن بعض رؤوس الأموال العربية بدأت التفكير في البدء بإجراءات رسمية لسحب استثماراتها من تركيا.
ولم يتجاوز عدد السياح الذين استقبلتهم تركيا حتى نهاية الشهر السابع،  23 مليوناً، رغم التطلع والخطط هذا العام لاستقطاب 60 مليوناً، ما يعني تراجع السياحة، ويقول متابعون إن حالات العنصرية كانت فردية وحالات خاصة إلى ما قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في مايو الماضي، لكن بعدها انتشرت مقولات بأن أصوات العرب بالانتخابات كانت سبب فوز الرئيس أردوغان بفترة رئاسية جديدة.
هناك علامة استفهام أيضا عن الدور السيء لبعض اللاجئين العرب في تركيا، وقد أخبرني أحدهم أن إحدى اللاجئات من دولة معينة سرقت حقيبة بها بعض الأموال والمقتنيات في المطار أثناء وصولها تركيا، فضلاً عن انتشارهم في الطرقات وأمام المجمعات للتسول بصورة غير حضارية تسيء لتركيا، وكذلك صاحب المطعم في قصة الاعتداء الأخيرة في طرابزون من نفس الجنسية، كما ذكرنا آنفا لسنا من دعاة التعميم، فهذه سلوكيات شاذة من بعض اللاجئين العرب أو السياح، ووسط سوء المعاملة التي قد نواجهها أو نتعامل معها في تركيا، لا تزال هناك قصص حسن تعامل من الكثير من الأتراك مع العرب، لكن قد لا تعرف طريقها لوسائل التواصل الاجتماعي. القضية كبيرة بحجم المؤامرة على تركيا، ولابد من القول إن الذين يتبعون كل ناعق هم أيضاً يشاركون من حيث لا يعلمون في الحرب على تركيا. كلمة أخيرة لهؤلاء.. علينا الحذر في نقل الأخبار والحوادث، وإلا سنكون قد عملنا معاً كساعي بريد عند إبليس، وقد نشارك في دمار شعوب ودول.

* كاتبة بحرينية